Fjeld
أي الهضبة، وتقطعه أنهار كثيرة، ومظهره المورفولوجي يسيطر عليه أثر التعرية الجليدية بوضوح، وتسقط الأنهار من الجبال في صورة شلالات أو تعترضها مندفعات مائية أو تهبط من منسوب بحيرة إلى منسوب بحيرة أدنى في شكل سلمي، وقد كونت الأنهار وديانا تزداد في العرض في اتجاه خليج بوثنيا، وتتبعثر على سطح لابلند كثير من الجلاميد والصخور الكبيرة في صورة ركامات جليدية عدلتها مسارات الأنهار العديدة.
والشتاء هو الموسم المسيطر على لابلند، والإقليم يسوده الثلج والجليد، وتتراوح حرارة الشتاء فيه بين 9°م و15°م، ويحدث أن تنقص بعض المناطق عن ذلك كثيرا، والشمس لا تظهر إلا لماما شمال الدائرة القطبية، والربيع قصير ولكنه يحدث تغيرا هائلا، فالجليد يبدأ في الذوبان والأنهار تبدأ في الحركة، والصيف قصير في موسمه لكنه طويل إذا قيس بعدد ساعات النهار الطويل، الذي يمتد عبر الأربع والعشرين ساعة لليوم الواحد في عدد معين من الأيام، وفي الصيف ترتفع الحرارة إلى حوالي 18°م-20°م، وبرغم ذلك فإن الغطاء الجليدي لا يتخلى عن المناطق المرتفعة، ثم يأتي الخريف بأولى موجات الصقيع، ولكنه مع ذلك هو الموسم الذي يتلون فيه الإقليم بظهور مساحات كبيرة من نباتات التندرا والأشجار المخروطية الصغيرة في مناطق معينة منه، وفي خلال سبتمبر يكون الشتاء قد بدأ يحل في المنطقة.
وفي لابلند السويدية يمكن أن نميز ثلاثة نطاقات: نبات التندرا ونطاق البتولا والنطاق المخروطي أو التنوب، ويمكن للإنسان أن يلاحظ تتابع هذه النطاقات إذا تتبع خط حديد كيرونا الممتد من الساحل حتى الحدود النرويجية، ففي البداية تغطي الغابات المخروطية المنطقة الشرقية مع تركز للتنوب على المناطق الجبلية، وتركز للشربين الاسكتلندي على ضفاف الأنهار ووديانها، والثغرات الوحيدة التي تظهر في هذا النطاق المخروطي تتكون من سهوب مستنقعية، ومع توغل الخط الحديدي شمالا يبدأ التداخل في النطاق المخروطي ونطاق البتولا التي تظل تكثر حتى تسود النطاق الثاني قرب الدائرة القطبية، ويظهر الانتقال بصورة أسرع في المناطق المرتفعة، وشمال درجة العرض 67 تبدأ كثافة الأشجار في التخلخل، ويأخذ شجر البتولا الطويل الباسق بالصغر في الحجم والارتفاع إلى أن يصبح بتولا قزمية تنمو متجمعة في نقط محدودة، وعلى مسارات الأنهار تنمو أشجار صفصاف قزمية (50-100سم)، وقرب نقطة الحدود النرويجية على ارتفاع 500 متر تصل إلى حد النمو الشجري، ويحل المنظر المكشوف الذي تسوده الصخور العارية والغطاء الجليدي ونبات التندرا محل أشجار البتولا.
وعدد اللاب 33 ألفا ثلثاهم يعيشون في النرويج، سبعة آلاف فقط في السويد، وألفان في كل من فنلندا والاتحاد السوفيتي، وينقسم لاب السويد إلى قسمين: لاب الغابات ولاب الجبال، والقسم الأول يعيش على الصيد وصيد الأسماك، أو الاستقرار في مزارع صغيرة، وهم يعيشون في مساكن دائمة، وبرغم أن الرنة قوام حياتهم إلا أنهم نصف رحل؛ لأن قطعانهم ترعى طوال السنة في الغابات، أما لاب الجبال فما زالوا يمثلون اللاب الرحل تماما.
وتدور حياة اللاب الرحل حول الرنة، ولهذا فهم يهاجرون مع الرنة في مواسم هجراته الطبيعية، وفي الشتاء يقيم اللاب الرحل معسكره مع قطيعه من الرنة داخل نطاق التنوب والمخروطي، وأول مراحل الانتقال تحدث في المرحلة الانتقالية بين الشتاء والربيع، حيث يتم إعداد العدة للهجرة، وبعد انكسار الجليد ترتفع الحرارة نهارا، ولكنها في الليل تظل تحت الصفر، مما يكون طبقة من الثلج على الأرض قد لا تذيبها حرارة النهار التالي، ويقوم الرنة - بحافره الشبيه بالمعول - بكسر الجليد للحصول على الأشنيات النامية تحت طبقة الجليد، ولكن سمك الجليد قد يقف عائقا دون الحيوان وطعامه، وتجعل حاجة الحيوان إلى الغذاء مع اقتراب موسم الولادة، الحيوان والقطيع كله في حالة عدم استقرار وهدوء، وتعجلا للهجرة شمالا إلى نطاق البتولا والتندرا حيث يتجمد الجليد متأخرا عن نطاق التنوب ويذوب مبكرا عنه.
وقطيع الرنة الكبير لا يتكون كله من حيوانات تامة الاستئناس؛ ولهذا، ومع قدوم الربيع يصبح من الصعب إحكام الرقابة على القطيع فغريزة الهجرة تصبح أقوى، ولهذا يتحرك القطيع وعلى الراعي ملاحقته وإلا فقد قطيعه، ولهذا أيضا يقوم الرعاة بتخطيط الهجرة وتحريك القطيع قبل أن يتحرك بغريزته، ومن بين الإعداد للرحلة تحميل المعسكر وإعداد الزحافات وحيوان الجر، وتبدأ الرحلة في أول أبريل.
والقطيع المهاجر يتخذ شكل مثلث على رأسه أحد ذكور الرنة يقوده لابي فوق زلاجة أو على قدميه، ويلي ذلك ذكر رنة قوي مدرب على أن يتبع القائد دون أن يمسك قياده أحد، وهذا الذكر مهم جدا؛ لأنه المثال الذي يحتذيه بقية القطيع، تلي ذلك مجموعة أخرى من الذكور والإناث المدربة تتبعها بقية القطيع دون تدريب؛ لأنها تسير بعد ذلك بغريزة اتباع المجموعة القائدة، وفي قاعدة المثلث تأتي مجموعة الحيوان المتمردة التي تظل ضمن القطيع بواسطة عدد من كلاب الرعاة المدربة على منع أي حيوان من التسلل بعيدا عن القطيع.
أما الرنة المستأنسة جدا فتستخدم في جر الزحافات وتكون مجموعة منفصلة، ولكل أسرة صفان من الزحافات - كل صف ست زحافات - عليها أمتعتهم وأملاكهم، ويتم ربط الحيوان إلى الزحافة بشريط واحد من الجلد، ويتم توقيف الحيوان بجعل هذا الشريط ينتقل من الجانب الأيمن للحيوان إلى الجانب الأيسر.
وتتم الرحلة صعودا مع الأودية النهرية في اتجاه الشمال الغربي، وأحيانا يظل التحرك حتى ساحل النرويج، ومدى الرحلة في المتوسط 350كم، وهي رحلة متعبة؛ لأن الأرض خشنة جبلية صاعدة، والعواصف والضباب يزيدان من صعوبة الإبقاء على كل القطيع دون خسائر، وتستغرق الرحلة من عشرة إلى عشرين يوما للوصول إلى معسكر الصيف في نطاق البتولا الشمالي أو العلوي.
Неизвестная страница