На Обочине Тротуаров
على هامش الأرصفة
Жанры
فلقد كانت متسخة وقذرة، رائحة إفرازات المرض الجنسي المصابة به قوية نافذة ولا تحتمل إطلاقا؛ لذا طلب الطبيب من «الفراشة» أن تقوم بإزالة شعر عانتها، بقمله، صنانه، وإفرازاته النتنة.
وأن تغسل هذا الجزء جيدا بالمياه الدافئة وصابون «الفنيك»، وتضع عليه مادة «الديتول» المطهرة مركزة.
ثم مضى يستفرغ أمعاءه عند المغسلة، لاعنا اليوم الذي درس فيه الطب وعلم النساء والولادة.
قالت لي الفراشة: ساعدني، أرجوك.
قالت هي: أنا أموت.
انتهرتها الفراشة مغتاظة: موتي، موتي، أريحينا واستريحي.
عندما باعدت بين ساقيها المتسختين البنيتين المنقطتين بآثار الدمامل، وغابت في شبه إغماءة مستسلمة لآلام المخاض ولذة وجع الطلق، حينما ظهرت مخالبه الأمامية، صغيرة، بيضاء، طرية وناعمة، كنا أنا والفراشة مندهشين وغارقين في غيبوبة فنطازية لزجة موقعة في وعينا بموسيقى ال “Ragae”
المتسربة إلينا من مكتب الصحة المجاور، صرير الجرذان، هدير البحر، نعيق الغربان السوداء، هفهفة شجرة النخيل الباسقة المتشامخة خلف شباك المكان، رعد مفاجئ، ثرثرة هلامية تنبعث من مسام الجدران وفراغات الأسرة، قطع الأقمشة الثقيلة البيضاء، القطن الدامي المتناثر هنا وهناك. فجأة أحسسنا بالبرد ونحن نرى رأسه المستطيلة تعانق فراغ الحجرة، عليها شواربه السوداء الدقيقة غارقة في مخاط لزج شفيف وهلامي. قالت لي الفراشة فيما بعد: كنت أحس بالأشياء تتوهج وكأنما ركبت عليها أقمار مضيئة صغيرة.
قلت: امتلأت حينها بكلام غريب ثقيل غير مفهوم، كان يخنقني، بطلق أخير قفز خارجا رشيقا، نشطا، وكأنما نغمات «موسيقى ال
Ragae » كانت توقع جريان الدم في شرايينه البكر، أثبت في أقوالي لإدارة المباحث الجنائية أن التراتيل القرآنية، هديل الحمائم، أناشيد المحبة؛ ما كانت تأتي من مصدر محدد، ولا يمكن أن ندعي في إمكان واحد منا أن يموسق جمود الزمن في تلك اللحظة، تساقط رطب النخلة، غرد عندليب، هوت نجمة أضاءت مشارق الدنيا، عندها فتح عينين سوداوين متفائلين، نفض عن نفسه المخاط بهزات عنيفة متتالية (نبح)، وذلك أمر مؤكد قبل أن يقفز عبر النافذة إلى الرصيف.
Неизвестная страница