На Обочине Тротуаров
على هامش الأرصفة
Жанры
Hitachi ، تحته على الحامل ذي الأدراج يقبع فيديو من نفس الماركة، قد بدا لي أنه كان يعرض فيلما أوقف حين دخولي؛ نسبة للشيء الضئيل من الانزعاج الذي بدا على وجه المرأة الصفراء ذات العنق الطويل والضفائر المرسلة ... كراسي الجلوس الفخمة الناعمة التي ما إن جلست عليها حتى أودعتني أعماقها الدافئة، ابتلعتني تماما ... السجاد الإيراني، عبق المكان، كل شيء يوحي بالحياة، بالثراء الفاحش، لا أنكر أنني تآلفت أيضا مع المكان، تغلغل في عمقي، احتواني مثلما تحتوي التفاحة بذرتها. - أهلا.
المرأة الكبيرة الصفراء ذات العنق الطويل والضفائر المرسلة أجمل من الفتاة التي التقتني عند الباب، بعد قراءة سريعة لتقاطيع وجهها وفي مخيلتي نص الخطاب الذي كان، توصلت إلى أشياء كثيرة عن شخصيتها، أهمها «أنها شرسة، شبقة». - أنت من هذه المدينة؟
بادرتني المرأة الجميلة ذات العنق الطويل والضفائر المرسلة: نعم، من ذات المدينة. - لست من هذا الحي؟ - بل من ذات الحي. - لست من هذه الحارة؟ - بل من ذات الحارة. - لست من هذه العمارة؟ - بل من ذات العمارة. - لست من هذه الشقة، بالتأكيد؟
قالتها وهي تبتسم ابتسامة غامضة، لكنها مريحة ودية: بل من ذات الشقة.
تنهدت وهي تمسح كفيها بمريلتها النقية البيضاء، لم يبد على وجهها أي تأثير أو انفعال، كانت عادية كبرتقالة، في ذاتها ينام البحر. - لا بد من القول: كنت أقيم في الطابق الأرضي بعد رحيلنا من شقة 13، ذلك منذ زمن بعيد لا أستحضره الآن.
همست المرأة الجميلة في أذن الفتاة البيضاء، ثم تحدثتا كثيرا بسرعة لم أعهد مثلها؛ بحيث إنني لم أفهم شيئا مما دار بينهما من قول إطلاقا، غير أن أذني المدربة جيدا على الاستطلاع استطاعت أن تلتقط مرارا كلمة «الدائرة»، ثم اختفت المرأتان في إحدى حجرات الشقة، لفهما الصمت. شربت عصير المانجو، لم تعودا، قرأت مجموعة من الرسائل «المثيرات» كانت بجيب سترتي. زمن لا أدري مقداره تزحلق وأنا غارق في الكرسي الوثير، أبارز ظنوني محملقا في التليفزيون المطفأ، الثراء الذي يطوقني، أتفحص الأشياء بدقة، امرأة مجربة، أقدر أثمانها، أتخيلها انتقلت إلي، فلأدير جهاز التليفزيون، لم لا؟! ما لم أتوقع كان شريطا قذرا ومثيرا، المرأة الجميلة تتزوج الفتاة البيضاء، سابحتين في عري لا نهائي، وعناق محموم، حالة حب مدهشة، كما تتوحد الحنظلة مع مرها، توحدتا، وأحسست فعلا بحرارة أنفاسهما، شعرت بدوار طفيف، ودونما تفكير انتزعتني من الكرسي الوثير وأخذت أبحث عن المرأتين، طرقت كل الأبواب، في ثورة جنون وحمق، «ألم تكتب أنها تكره ذلك، ل ...»
لا أثر للمرأتين، كانت الغرف خاوية فارغة من الأثاث، خلاء كانت، مسكونة بالوطاويط السوداء وعفونتها، ولكنني أصبت بدهشة أكبر وخوف حقيقي عندما عدت إلى قاعة الاستقبال ووجدتها تنام في عري قديم ولا نهائي، لا أثر للفيديو، الموكيت، ورق الحائط، لا شيء غير العري، الفراغ والعنكبوت.
حاولت فتح الباب المفضي للخارج، ولكنه كان مغلقا جيدا، فأخذت أركله بهستيرية وجنون إلى أن فتح، فتحه الجيران، وكانوا قد تجمهروا أمام الباب عند سماعهم للضوضاء والجلبة التي أحدثتها.
وأخذوا يسألونني ويتفرسون في باستغراب وبرود أملسين: أنت لست من هذه المدينة؟ - بل من ذات المدينة. - لست من هذا الحي؟ - بل من ذات الحي. - «... - ...» - «... - ...» - «... - ...»
استطعت أن أتأكد وبما لا يدع مجالا للظنون أو الشك أن من بين الجيران المرأة الجميلة الصفراء ذات العنق الطويل والضفائر المرسلة ... والفتاة البيضاء ... وكانتا مندهشتين كالجميع وباردتين.
Неизвестная страница