123

У дверей Зувейлы

على باب زويلة

Жанры

وصمت جاني باي برهة ثم قال: ولكنك يا سيدتي لم تحدثيني ما شأنك وشأن جقمق ومصرباي، والأمير طومان باي الدوادار؟!

قالت المرأة في هدوء: لا شيء هناك يا سيدي، ولكني لقيتهم ذات يوم منذ سنين في خان يونس بقيسارية، فطاب لي أن أسأل عن خبرهم صديقا كريما مثلك ...

ثم أمسكت لحظة تفكر، وعادت تسأل جاني باي: إنني على أن أذهب في رحلة إلى القاهرة بعد أيام، فهل تعرف قافلة أصحبها في ذلك الطريق؟

قال جاني باي: أما الآن يا سيدتي فلا، إن جيوش السلطان الغوري اليوم لتزحم الطريق بين حلب والقاهرة، فلا سبيل إلى تلك الرحلة إلا بعد أن ينتهي ما بين ابن عثمان وسلطان مصر، وما أظنه ينتهي عن قريب، فقد تركت السلطان الغوري في القاهرة يتأهب لحرب طاحنة، قد حشد لها كل ما في طوقه أن يحشد من الجند وعدة القتال، وأظنه اليوم على الطريق إلى حلب في جيش كثيف يحجب غباره وجه السماء ...

قالت نوركلدي: وطومان باي معه؟ - لا يا سيدتي، فقد اختار الغوري أن ينيب عنه بالقاهرة في أثناء غيبته طومان باي الدوادار الكبير!

الفصل الثلاثون

بوادر المعركة

لم تكد الحملة الاحتياطية التي بعث بها السلطان الغوري إلى حلب تستقر فيها أياما، حتى نشأت بينها وبين أهل المدينة جفوة، فقد كان الجند في حاجة إلى الغذاء والمأوى، فغلت الأسعار، وازدحمت الدور بسكانها، وكان ما لا بد أن يكون بين المحاربين والمدنيين حين تضيق المدينة بأهلها والطارئين عليها، فتنشأ أسباب الخصام والبغضاء، وطالت إقامة الجند في حلب فارغين لا عمل لهم، فزينت لهم البطالة ما زينت من الشهوات، فانطلقوا فيما زين لهم من الباطل حتى غضب الخاصة والعامة، وغضب أمير المدينة ...

واستحكم العداء بين الجند والشعب، فآثر كثير من هؤلاء وأولئك أن يغادروا حلب؛ فرارا بأنفسهم من فتنة توشك أن تندلع نارها بين طائفتين من رعايا السلطان، وكان تدبيرا مبيتا لتفريق القلوب المؤتلفة وتقريب عوامل الهزيمة ...

كان ذلك في حلب، أما في القاهرة فكانت الأنباء تترى من الشرق بما أعد السلطان سليم من الجند والعتاد، فإن حديثه ليدور على ألسنة المصريين جميعا حيث يلتقون في المساجد للصلاة، وحيث يجتمعون في الأسواق للبيع والشراء، وحيث يتنادون للسمر واللهو في دور الأمراء والسادة وفي مجالس الغناء ...

Неизвестная страница