والاختصار، وقد يبدي رأيه في بعض الرواة، وله اهتمام في توضيح من أخرج له الشيخان أو أحدهما، وهل هو على سبيل الاستشهاد أو المتابعات، أو في الأصول، كما يهتم كثيرًا في ذكر تحسين الترمذي وتصحيحه، وتصحيح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم لأحاديث الرواة.
سابعًا: الكتب المؤلفة في هذا الفن:
لقد ألف في هذا الفن غير واحد من العلماء، وتعددتْ مناهجهم في ذلك، فمنهم من أورد الأحاديث بالإسناد، ومنهم من أوردها غير مسندة، ومنهم من اقتصر على جانب الترغيب دون الترهيب، ومنهم من جمع بينهما.
والملاحظ أن غالب المؤلفات في هذا الفن ما تزال حبيسة في مكتبات العالم، أو مفقودة، وسأذكر ما وقفت عليه من الكتب المؤلفة في هذا الفن.
١ - الترغيب للإمام حميد بن زنجويه ت ٢٥١ هـ.
ذكره الذهبي في السير (١)، وحاجي خليفة في كشف الظنون (٢)، وفؤاد سزكين في تأريخ التراث (٣)، والكتاني في الرسالة المستطرفة (٤).
وقد ذكروا جميعًا أن كتاب حميد هذا، كتاب ترغيب وترهيب، وقد أحال المؤلف عليه في موضعين (٥)، وذكر أنه كتاب ترغيب، وليس فيه ترهيب، وليس لدي من المعلومات ما أستطيع به أن أرجح أحد القولين.
٢ - الترغيب في فضائل الأعمال لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين ت ٣٨٥ هـ.
ذكره الكتاني في الرسالة المستطرفة (٦)، ويوجد في مكتبة جامعة الإمام نسخة مصورة منه تحت رقم ٢٩٣/ ف عن المكتبة المحمودية بالمدينة النبوية،
_________
(١) السير ١٢/ ٢٠.
(٢) كشف الظنون ١/ ٤٠٢.
(٣) تاريخ التراث ١/ ٢١٧.
(٤) الرسالة المستطرفة ص: ٤٣.
(٥) انظر الفقرتين ٣٤١، ٤٧٦.
(٦) الرسالة المستطرفة ص: ٤٣.
1 / 48