لما لها من الأهمية والقيمة العلمية، وقد شملتْ مناقشته لما صدره الحافظ المنذري بـ (عن)، ولما صدره بـ (روي).
فقال عن القسم الأول موضحًا ملاحظاته عليه:
"إن القراء -كل القراء- لا يمكنهم أن يتعرفوا على مرتبة الحديث، وهل هو صحيح أم حسن أم مقارب لهما من مجرد تصديره بلفظة: (عن)، وهذا ظاهر لا يخفى".
قلت: وهذا صحيح، فلو أن الحافظ المنذري ميز ووضح وبين؛ لكان أولى وأنفع للمطالع في كتابه.
ثم ذكر الشيخ الألباني ملاحظة أخرى فقال: "إن النوع الثالث من أنواع هذا القسم وهو ما قارب الصحيح والحسن ... غير مفهوم، ذلك لأن الحديث عندهم: صحيح وحسن وضعيف، وتحت كل قسم منها أنواع، كما هو مبسوط في علم مصطلح الحديث، ومن المعروف عندهم أن الحسن مقارب للصحيح، والضعيف مقارب للحسن، فما هو المقارب للصحيح والحسن معًا؟ هذا كلام غير مفهوم، ولذلك فإني وددت أن يكون صواب تلك الجملة من كلام المؤلف المتقدم: "أو ما قاربهما" "أو ما قاربه"؛ ليعود الضمير إلى أقرب مذكور وهو الحسن، فيكون المعنى بهذا النوع ... الحديث الضعيف الذي لم يشتد ضعفه ويكون مرشحًا ليرتقي إلى درجة الحسن إذا وجد لراويه الضعيف متابع، أو لحديثه شاهد معتبر".
قلت: ولعل هذا هو مراد الحافظ المنذري - كما أسلفت- فيكون إعادة الضمير على الصحيح والحسن معًا باعتبار القبول والاحتجاج. ثم قال الشيخ الألباني:
"وإن كان من غير المسلم به تصدير هذا النوع بـ (عن) كما هو ظاهر" (١) أي مع إهمال الكلام عليه في آخره.
وأما عن القسم الثاني، وهو ما صدره الحافظ المنذري بـ (روي) رمزًا لضعفه.
_________
(١) مقدمة صحيح الترغيب ١/ ١٦ - ١٧.
1 / 32