والإقبال على الله ﷿ بالعلم والعمل، -زاده الله قربًا منه وعزوفًا عن دار الغرور- أن أملي كتابًا جامعًا في الترغيب والترهيب، مجردًا عن التطويل بذكر إسناد أو كثرة تعليل، فاستخرتُ الله تعالى، وأسعفته بطَلبته؛ لما وقر عندي من صدق نيته، وإخلاص طويته، وأمليت عليه هذا الكتاب ... " (١).
ثانيًا: موضوعه:
جمع المؤلف فيه الأحاديث الواردة الصريحة في الترغيب بأمر من الأمور المطلوبة، أو الترهيب من أمرٍ من الأمور المنهي عنها، في مختلف أبواب الشريعة كالإخلاص، والعلم، والصلاة، والبيوع والمعاملات، والأدب، والبر والصلة، والزهد، وصفة الجنة والنار، وغيرها.
وقد جعل هذه الأبواب في كتب، ثم فرع هذه الكتب إلى عناوين مختلفة وأورد تحت كل عنوان ما يخصه من أحاديث الترغيب أو الترهيب.
وقد التزم الإمام المنذري ألا يورد من الأحاديث إلا ما كان صريحًا في الترغيب والترهيب إلا في حالات نادرة.
هذا ما نص عليه في مقدمته (٢)، وقد سار على هذا المنهج في كتابه فتجده كثيرًا ما يعدل عن ذكر أحاديث نظرًا لعدم صراحتها في الترغيب أو الترهيب، فمثلًا: في الترغيب في كلمات يقولهن حين يأوي إلي فراشه من كتاب الصلاة، عندما ذكر جملة في الأحاديث الصريحة في الترغيب قال: "وفي الباب أحاديث كثيرة من فعل النبي ﷺ -ليست من شرط كتابنا أضربنا عن ذكرها" (٣).
وفي الترغيب في كلمات يقولهن إذا استيقظ من الليل من الكتاب نفسه قال: "وفي الباب أحاديث كثيرة من فعله ﷺ ليست صريحة في الترغيب لم أذكرها" (٤).
_________
(١) مقدمة الترغيب ١/ ٣٥ - ٣٦.
(٢) مقدمة الترغيب ١/ ٣٦.
(٣) الترغيب ١/ ٤٢٠.
(٤) الترغيب ١/ ٤٢١.
1 / 26