قبلت الآنسة كومر ببرود الشكر الموجه للآنسة فروي، أم أنها هي الآنسة فروي فعلا؟ شعرت آيريس بخفقان عنيف، وكأنما يرفرف طائر بجناحيه داخل رأسها، وهي تسقط في ظلام دامس.
الفصل السابع عشر
لم يكن ثمة آنسة فروي
كان التأثير الفوري لإغماء آيريس هو تهدئة أعصابها. عندما استعادت وعيها، لتجد شخصا ما يدفع برأسها لتحت مستوى ركبتيها. شعرت بالخجل من ضعفها، لكن لم يكن في صوتها أي أثر للهلع وهي تعتذر. «آسفة أن سببت لكم ذلك الإزعاج الشديد. لقد صرت بخير الآن.»
سألها السيد بارنز: «ألا تعتقدين أنه من الأفضل أن تستلقي. أنا واثق أن الآنستين فلود-بورتر سيسرهما أن يعيراك مقصورتهما الخاصة.»
لم تكن آيريس واثقة من أن السيدتين يرقيان لمعايير القس للإحسان، لكنها شعرت أنها بحاجة إلى مكان هادئ، يمكنها فيه أن تستجمع شتات عقلها.
قالت لهير: «أريد أن أتحدث معك.» ثم تركته يتولى الباقي.
كما توقعت، انتهز تلك الفرصة، وقال: «آسف لطردك يا بروفيسور، لكن مقصورتنا الخاصة محجوزة للنصف الساعة القادمة.»
تمتم البروفيسور بعبوس: «هذا من دواعي سروري.»
بعد أن احتست بعض البراندي من قنينة القس، جاهدت آيريس للنهوض من مقعدها. كانت ركبتاها ترتعدان وصدغاها لا يزالان باردين، لكن الفترة القصيرة التي غابت فيها عن الوعي خففت الضغط عن قلبها، فجعلتها أفضل حالا.
Неизвестная страница