تركت آيريس الأختين فلود-بورتر يشرحان لها الأمر، وتبعت البروفيسور. بدا الارتياب الحقيقي على هير عندما عثرا عليه في عربة المطعم بعد بحث طويل. «عجبا، هل أثير أمر الآنسة فروي من جديد؟ لكن هناك شيئا بخصوص تلك السيدة الصالحة يشغل بالي. لا أمانع أن أعترف أني لم أصدق قط وجود تلك العجوز الودود، لكن ماذا حدث لها؟»
نزع البروفيسور نظارته كي يلمعها. دونها، بدت عيناه واهنتين لا باردتين، وأثار الحزان الحمراوان المؤلمان على جانبي أنفه تعاطف آيريس. الآن وقد صارت قضية مشتركة تربطهما وهي استعادة الآنسة فروي، شعرت آيريس بالود تجاهه.
قالت: «الآنستان فلود-بورتر لم تودا التدخل في الأمر؛ فقد بدا ذلك بوضوح، لكن لم كذب ستة أجانب بشأنها؟»
قال البروفيسور بتوتر: «لا بد أنه سوء تفاهم ما قد وقع. ربما أكون قد ...»
قاطعه هير قائلا: «كلا لم تفعل. لقد قمت بدور المترجم الفوري ببراعة يا بروفيسور، ولم تقع في أي أخطاء.»
أعجبت آيريس بسجيته السمحة الحاضرة التي دفعته إلى طمأنة البروفيسور؛ فقد كانت واثقة أنه في نفسه يراه متباهيا مملا.
تابع هير قائلا: «سنلعب اللعبة القديمة «أين السيدة»، وفي تخميني أنها متنكرة في هيئة الطبيب؛ فتلك اللحية السوداء واضحة جدا حتى إنها تسهل الأمر للغاية، أو ربما تكون هي من تسير القطار، متنكرة في هيئة محرك أنثوي. لن أستبعد أن تفعل الآنسة فروي أي شيء.»
لم تضحك آيريس.
بل قالت: «هذا ليس مضحكا، يبدو أنك نسيت أنها بجانب كونها شخصا حقيقيا، فهي لا تزال مفقودة. علينا أن نفعل شيئا ما.»
وافقها البروفيسور قائلا: «بالفعل، لكن تلك مشكلة محيرة، وأنا لا أريد أن أتصرف بشأنها دون إمعان التفكير.»
Неизвестная страница