أومأت آيريس قائلة: «أعرف، لكني لا أستطيع التفكير؛ فذهني مشوش للغاية.»
فهم البروفيسور الذي كان يهم بمغادرة المقصورة المغزى من حديث هير؛ فقد عاد أدراجه ليتحدث إلى آيريس. «إن جئتيني بدليل قاطع على وجود تلك السيدة، فسأظل على استعداد للاقتناع، لكني آمل بصدق ألا تعرضينا أو تعرضي نفسك للمزيد من الإهانة.»
كانت آيريس تشعر بالإنهاك فلم تجادله.
بل قالت بوداعة: «شكرا لك! أين يمكنني أن أجدك؟» «في قسم المقصورات الخاصة.»
أضاف هير: «نحن نتشارك مقصورة صغيرة. ألم تعرفي أننا أثرياء؟ فقد أطلقنا معا سلسلة متاجر لبيع المنتجات الفاخرة.»
قالت آيريس باندفاع بعد أن غادر البروفيسور: «أنا أكره ذلك الرجل.»
قال هير محتجا: «كلا، هو ليس عجوزا فاسدا، لكنك أثرت خوفه الشديد لأنك يافعة وجذابة.»
ثم تلاشت الابتسامة من أعلى شفتيه، وقال: «أريد أن أضجرك بقصة حدثت بالفعل. منذ بضعة أعوام، شاركت في مباراة راجبي دولية باستاد تويكنهام. قبل بداية المباراة، قدم الفريقان لأمير ويلز الذي صافحنا جميعا. بعد أن سجلت الهدف الرابح - كان علي أن أشير إلى ذلك - تلقيت ركلة على رأسي أثناء إحدى الهجمات أفقدتني وعيي. فيما بعد، عندما كنت أرقد مرتاحا في عنبر خاص داخل المستشفى، دخلت علي الممرضة منفعلة وقالت إن زائرا مميزا جاء لرؤيتي.»
سألته آيريس، محاولة أن تبدي اهتماما حقيقيا: «أكان الأمير؟» «هو بنفسه. بالطبع لم يمكث لأكثر من دقيقة. ابتسم لي فحسب وقال إنه يأمل لي الشفاء العاجل، وإنه آسف لتعرضي لذلك الحادث. كنت منفعلا لدرجة أني حسبت أني لن يغمض لي جفن، لكني نمت فور أن غادر. في صباح اليوم التالي، قالت لي الممرضات: «هل أسعدتك رؤية مدربك؟» «مدربي؟» «أجل، مدرب الفريق.» لم يكن قطعا الأمير. ومع ذلك، رأيته بوضوح مثلما أراك الآن، وقد صافحني وقال كلمات لطيفة عن محاولتي. لقد بدا لي حقيقيا، وهذا ما يمكن أن يفعله مقدار ضئيل من تشوش الذهن لأفضلنا.»
زمت آيريس شفتيها بعناد وقالت: «كنت أظن أنك تصدقني، لكنك مثلهم جميعا. أرجوك اذهب .» «سأذهب لأني متأكد أنك يجب أن تنعمي ببعض الراحة. حاولي أن تنامي قليلا.» «كلا، يجب أن أفكر في ذلك الأمر. إن تركت نفسي أصدقكم جميعا فسأخشى أن أكون قد جننت. وأنا لست مجنونة. لست مجنونة.» «هدئي من روعك.» «كم تحسن تهدئة رضيع. لا ينقصك سوى قبعة مضحكة.» ثم خفضت آيريس صوتها وقالت: «اسمع. أنا ينقصني الكثير من المعرفة هنا؛ لأني لم أفهم تلك الأسئلة. هل تفهم تلك اللغة حقا؟» «صرت أعرفها أفضل من الإنجليزية الآن، وهي سهلة للغاية حتى لدرجة أن البروفيسور لا يمكن أن يخطئ بها. آسف، لكن لا يوجد أي ثغرات في أي مكان، لكنك تبدين منهكة للغاية. دعيني أحضر لك شيئا يساعدك.» «كلا، لقد وعدتني الآنسة فروي أن تحضر لي شيئا، وأفضل أن أنتظرها.»
Неизвестная страница