وسألها: «ماذا ينبغي أن أفعل؟ أنت تصعبين الأمر للغاية بإصرارك على وجهة نظرك تلك، لكن إن كنت مصرة فسأستجوب الرجل.»
قال هير عارضا خدماته: «سأذهب لأعثر عليه.»
كانت آيريس تعلم أنه يريد فرصة للهرب. كانت تشعر أنها تحظى بتعاطفه لكن ليس بثقته.
بعد أن ذهب، بدأ البروفيسور يتحدث إلى البارونة والطبيب، على الأغلب لمزيد من الاستفسار. كانت آيريس تتشكك في كل نظرة وكل تغير في نبرات الصوت، وخمنت أنه يشرح لهما حساسية موقفه، ويشدد على سخافة تهمتها؛ إذ بدت على البارونة وداعة نمرة متخمة تقتل بدافع المرح فحسب.
كانت سعيدة عندما عاد هير - وقد برزت خصلة شعره النافرة لأعلى مثل ريشة - مصارعا لشق طريقه في الممر، يتبعه جامع التذاكر، الذي كان شابا عفيا يرتدي زيا موحدا ضيقا للغاية، ويذكر آيريس بدمى الجنود، وتعلو وجنتيه العريضتين دائرتان قرمزيتان، وله شارب أسود مصفف بالشمع.
عند دخوله، تحدثت إليه البارونة بحدة، ثم أشارت للبروفيسور كي يتابع هو الحديث.
خلال ذلك الوقت، كان توتر آيريس قد بلغ مداه. كانت واثقة للغاية أن جامع التذاكر سيكون إحدى ضحايا التنويم الإيحائي الجماعي، فكانت متأهبة عندما قطب هير وجهه قائلا: «إنه يخبر القصة نفسها.» «بالطبع.» حاولت آيريس أن تضحك. «أتوقع أن يكون أحد فلاحيها؛ فهو يبدو ريفيا. على ما يبدو، هي تملك الجميع، وفيهم أنت والبروفيسور.»
قال محثا: «لا تنفعلي. أنا أعرف كيف تشعرين؛ فقد مررت بذلك الأمر من قبل. سأخبرك بالقصة كلها، إن استطعت أن أزحزح تلك السيدة الصغيرة من مكانها.»
قابلت الفتاة الصغيرة - التي كانت تنظر إلى هير نظرات تسبق سنها - إشارته لها بأن تترك المقعد بهز كتفيها ونظرات محتجة عابسة، لكن في نهاية المطاف عادت على مضض إلى مقعدها الأصلي، فجلس هو في المقعد الذي كانت تشغله في الأصل العانس المراوغة.
وقال لها: «هوني عليك، فما لم تكن الآنسة فروي غير مرئية، لا بد أن آخرين في القطار رأوها حتما.»
Неизвестная страница