هزوا رءوسهم وأكتافهم تعبيرا عن عدم الفهم؛ لذا حاولت مرة ثانية بالفرنسية.
سألت قائلة: “Où est la dame English?”
لم ترتسم على وجوههم أي أمارات للفهم، فتحدثت إليهم بلغتها الإنجليزية.
سألت قائلة: «أين السيدة الإنجليزية؟»
لكن محاولاتها ذهبت سدى؛ فلم تكن هي قادرة على الوصول إليهم، ولم يظهروا هم أي رغبة في التواصل معها. فيما كانوا يحدقون بها، اقشعر بدنها من نظراتهم اللامبالية؛ إذ شعرت كأن حدود واجبات البشر المتحضرين تجاه بني جنسهم لم تعد تشملها.
فجأة تمكن منها اليأس، فأشارت إلى مقعد الآنسة فروي ثم رفعت حاجبيها على نحو مبالغ فيه كناية عن الاستفسار. تلك المرة، نجحت في أن تستثير قدرا من المشاعر؛ فقد تبادل الرجل وزوجته نظرات مبتهجة، بينما برمت الشقراء شفتيها امتعاضا؛ ثم، وكأنما استشعرت حدوث أمر مسل، فتحت الفتاة الصغيرة عينيها السوداوين، وبدأت تضحك ضحكات مكتومة ما لبثت أن قمعتها نظرة تحذيرية من أبيها.
آلمها استهزاؤهم بها، فنظرت إليهم بحنق بينما دنت من البارونة وهزت ذراعها قائلة باستجداء: «هلا استيقظت رجاء؟»
سمعت صيحة اندهاش مكتومة من الركاب الآخرين، وكأنما انتهكت حرمة أحد المقدسات، لكنها كانت منفعلة للغاية، فلم يخطر لها أن تعتذر عندما فتحت البارونة جفنيها وحدقت بها باستياء مهيب.
سألت آيريس: «أين الآنسة فروي؟»
رددت البارونة: «الآنسة فروي؟ أنا لا أعرف أحدا يحمل ذلك الاسم.»
Неизвестная страница