كانت ضحكتها تجلجل كلما اصطدمت بأحد الركاب الآخرين، أو أجبرتها انتفاضة من المحرك على الإمساك بعمود.
بعد أن شقتا طريقهما إلى ممر أقل ازدحاما، أبطأت سيرها لتسترق النظر من نوافذ المقصورات الخاصة. إحدى تلك المقصورات جذبت انتباهها لدرجة كبيرة، فدعت آيريس لأن تشاركها ما تراه.
قالت تحثها: «تعالي ألقي نظرة. يوجد زوجان بهيان، يبدوان كنجمي أفلام تجسدا في الواقع.»
كانت آيريس تشعر بالتعب الشديد، فلم تكن تأبه لأي شيء إلا إن كان حادث تصادم قطار، لكن بينما كانت تمر من جانب الآنسة فروي، نظرت تلقائيا خلال النافذة لتجدهما الزوجين الحديثين اللذين كانا ينزلان بالفندق.
حتى من خلال حدود الفتحة الضيقة، ظل الزوجان تودهانتر محافظين على أجواء الترف والانعزال التي يعكسانها. كانت الزوجة ترتدي زي سفر فاخرا لا ترتديه سوى النجمات في مشاهد رحلاتهن داخل استديوهات التصوير، وكانت حولها مجموعة كبيرة من الممتلكات الفخمة.
قالت الآنسة فروي بانبهار: «تصوري أنهما يتناولان فواكه الدفيئة مع الشاي؛ العنب والنكتارين ... إنه يتطلع إليها بهيام شديد، لكني لا أرى إلا جانب وجهها، الذي يبدو كتمثال جميل. أرجوك سيدتي أديري رأسك.»
تحققت أمنيتها؛ إذ صادف أن نظرت السيدة تودهانتر تجاه النافذة فور أن نطقت تلك العبارة. قطبت جبينها عندما رأت الآنسة فروي، ثم قالت شيئا لزوجها الذي قام على الفور وأسدل الستار.
مع أنها لم تشارك في الأمر، شعرت آيريس بالخجل من تلك الواقعة، لكن الآنسة فروي كانت تتأجج حماسة.
قالت: «سيتعرف علي إن رآني مجددا. لقد نظر إلي وكأنما يريد أن يقتلني. وهذا أمر طبيعي؛ فأنا أمثل له العالم الأرضي، الذي يريد أن ينساه، فهو الآن في الجنة. لا بد أن الوقوع في حب شخص آخر أمر مدهش.»
علقت آيريس قائلة: «ربما لا يكونا متزوجين؛ إذ يمكن لأي شخص أن يشتري خاتم زواج.» «أتعنين أن حبهما آثم؟ يا للأسف! فهما يبدوان رائعين للغاية. أي اسم دونا في سجلات الفندق؟» «تودهانتر.» «إذن، فهما متزوجان بالفعل. أنا سعيدة جدا لذلك. إن كانا في علاقة غير شرعية، كانا سيسجلان باسم «براون» أو «سميث»، هذا ما يحدث دائما.»
Неизвестная страница