لم تلاحظ آيريس أنهما لم يفعلا؛ فقد خرجتا من حياتها تماما. احتست قهوتها في صمت لا يقطعه سوى تعليقات الأختين من حين لآخر، متسائلتين إذا ما كان الطقس في إنجلترا قد ترفق بحفل زفاف عسكري محلي.
ظل الحظ ملازما لها؛ إذ أعفاها من التواصل مع النزلاء الآخرين، الذين كانوا منهمكين في شئونهم الخاصة. أثناء مرورها من أمام مكتب الاستقبال، كانت السيدة بارنز تلفت انتباه نادل إلى خطاب موضوع في أحد كوات الرسائل. كانت حلتها الرمادية المصنوعة من القماش الناعم وكذلك رزمة الشطائر التي تحملها تدلان على ذهابها في نزهة.
كان القس الذي كان يملأ غليونه في الشرفة يرتدي ملابس غير تقليدية أيضا؛ سروالا قصيرا، وسترة، وحذاء تسلق، وقبعة محلية مصنوعة من اللباد تزينها ريشة زرقاء صغيرة كان قد اشتراها تذكارا لعطلته .
كانت تعلو وجهه ابتسامة سعيدة للغاية، حتى إن آيريس شعرت أنه يبدو مبتهجا وصالحا في آن واحد، مثل قديس اعوجت هالته وهو يترك ضريحه ليكسب جلده الشاحب لونا برونزيا من الشمس.
تلاشى تسامحها عندما آل إلى مسامعها حوار كان مقدرا له أن يؤثر على مصيرها.
قال القس مناديا: «هل هذا خطاب من الوطن؟»
ردت زوجته بعد برهة من الصمت: «أجل.» «اعتقدت أن الجدة أخبرتنا ألا ننتظر منها خطابات أخرى. ماذا تقول في خطابها؟» «تريدني أن أشتري لها بعض الأشياء من لندن في طريق عودتنا؛ بعض الحرير من نوع «مارجريت روز». الأميرة الصغيرة كما تعلم.» «لكنك ستكونين مرهقة. ذلك طلب لا مراعاة فيه.»
قالت السيدة بارنز بنبرة حادة للغاية: «كلا، بل هو كذلك. لماذا لم تفكر في ذلك؟»
تغاضت آيريس عن سلوكها الفظ ليلة أمس، وتركتهما يتابعان نقاشهما. أخبرت نفسها أنه محق في محاولة إعفائها من المهام المنزلية المملة التافهة.
فيما كانت تمر من أمام الفندق، اضطرت لأن تتراجع كي تتجنب التعدي على خصوصية الزوجين الحديثين، اللذين كانت غرفة جلوسهما مفتوحة على الشرفة. كانا يتناولان إفطارهما المكون من الخبز والفاكهة في الهواء الطلق. كان الرجل يبدو متألقا في ثوب منزلي صيني، وكانت زوجته ترتدي دثارا أنيقا فوق منامة من الحرير.
Неизвестная страница