ساعة، لا تزيد ولا تنقص، وكلما نقص من النهار زاد في الليل، وكلما نقص من الليل زاد في النهار، كما قال الله تعالى: يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل [الحديد: 6] (1).
وأطول ما يكون النهار سابع عشر حزيران عند حلول الشمس آخر الجوزاء؛ فيكون النهار خمس عشرة ساعة، والليل تسع ساعات وهو أقصر ما يكون، ثم يأخذ النهار في النقصان والليل في الزيادة إلى ثامن عشر أيلول، وهو عند حلول الشمس آخر السنبلة، فيستوي الليل والنهار، ويصير كل واحد منهما اثنتي عشرة ساعة.
ثم ينقص النهار ويزيد الليل إلى سبع عشرة من كانون الأول، فيصير الليل خمس عشرة ساعة، وهو أطول ما يكون، والنهار تسع ساعات، وذلك أقصر ما يكون، ثم يأخذ الليل في النقصان والنهار في الزيادة إلى سادس عشر آذار عند حلول الشمس إلى آخر الحوت، فيستوي الليل والنهار، ويصير كل واحد اثنتي عشرة ساعة، ثم يستأنف الدور.
وقد شبهوا أوقات اليوم والليلة بأرباع السنة، فقالوا: إن الغدو بمنزلة الربيع، وانتصاف النهار بمنزلة الصيف، والمساء بمنزلة الخريف، وانتصاف الليل بمنزلة الشتاء، لكن اختلافها لما كان اختلافا يسيرا لا تتأثر منه الأبدان تأثرها عن السنة وربما تأثرت منه الأبدان الضعيفة.
ومن لطف الله بعباده جعل الليل والنهار؛ لأن الإنسان مضطر إلى الحركات في أعماله لمعاشه، ولا تنفك قواه عن كلال، فعند ذلك يغلب عليه النوم ولا بد له من ذلك لزوال الكلال، كما قال الله تعالى: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون [القصص: 73] فعين وقتا للنوم ينام فيه كلهم، ووقتا للمعاش يعمل فيه كلهم، ولو لا ذلك لأفضى إلى عسر قضاء حوائج الناس؛ لأن أحدهم إذا طلب غيره لشغل وجده نائما.
30 فصل: في فضائل الأيام وخواصها
(يوم الجمعة) عيد الملة الحنيفية وسيد الأيام، روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم، وفيه
Страница 65