(النثرة) هي ثلاثة كواكب متقاربة، وهي أنف الأسد، وطلوعها لسبع عشرة ليلة من تموز، وتسقط لسبع عشرة ليلة تخلو من كانون الآخر، وتقول العرب: إذا طلعت النثرة قنأت البسرة؛ أي: اشتدت حمرتها، وعند سقوط النثرة يجري الماء في العود ويصلح تحويل الفسيل، وفي نوئها غاية شدة الحر، وفيه سموم حارة حتى قيل: إن نوءها كل يوم تظهر آفة تفسد شيئا من الزرع والثمار، ورقيب النثرة سعد الذابح.
(الطرفة) هو طرف الأسد، وهما كوكبان صغيران مثل الفرقدين وطلوعه لليلة تخلو من آب، وسقوطه لليلة تبقى من كانون الثاني، وتقول العرب: إذا طلعت الطرفة كثرت الطرفة، وعند ذلك قطاف أهل مصر، وفي نوئه بوارح وسموم، وفيه يؤكل الرطب ويقطف العنب، ورقيب الطرف سعد بلع.
(الجبهة) هي جبهة الأسد، وهي أربعة كواكب فيها عوج بين كل كوكبين في رأي العين قيد سوط، وهي معترضة من الجنوب إلى الشمال، والجنوبي منها يسميه المنجمون قلب الأسد، وطلوعها لأربع عشرة ليلة تمضي من آب من مطلع سهيل، وسقوطه لاثنتي عشرة ليلة تخلو من شباط، عند سقوطها ينكسر حد الشتاء وتوجد الكمأة ويورق الشجر وتهب الرياح اللواقح، وتقول العرب: لو لا طلوع الجبهة ما كان للعرب رفعة، ونوؤها محمود، يقال: ما امتلأ واد من نوء الجبهة ماء إلا امتلأ عشبا، وسهيل يطلع بالحجاز مع طلوع الجبهة، ومع طلوعها يصير البسر رطبا، وفي نوئها ينكسر البرد ويكثر الرطب ويسقط الطل، ورقيب الجبهة سعد السعود.
(الزبرة) هي زبرة الأسد؛ أي: كاهله، وهي كوكبان نيران بينهما قيد سوط، والزبرة شعر الأسد الذي ينزل عند الغضب، وأحدهما أنور من الآخر، وفيهما قليل عوج، وطلوعهما لأربع ليال تخلو من آب، وسقوطهما لخمس ليال تخلو من شباط، ويكون في نوئها مطر شديد، فإن أخلف قصر، وعند طلوع الزبرة يرى سهيل بالعراق، ويبرد الليل مع السموم بالنهار، ورقيب الزبرة سعد الأخبية.
(الصرفة) هي كوكب واحد على أثر الزبرة أزهر مضيء جدا، عنده كواكب صغار طمس، ويزعمون أنه قلب الأسد، وسميت صرفة لانصراف الحر والبرد عند طلوعها وسقوطها، وطلوعها لتسع ليال تخلو من أيلول، وسقوطها لتسع ليال تخلو من آذار، ومع طلوعها يزيد النيل
Страница 48