فقال بخشونة: لا أعرف مجنونا اعترف بجنونه أبدا.
ثم بنبرة وعيد: مصر بلد الآلهة، وعلى صاحب العرش أن يعبد جميع آلهة شعبه، وهذا الإله الذي تحدثني عنه لا شيء؛ فهو لا يستحق أن ينضم إلى مجمع الآلهة.
فقلت بهدوء: إنه الإله الوحيد ولا إله غيره.
فصاح بي: هذا كفر وجنون.
فكررت قولي حتى قال بنبرة غاضبة منذرة بالشر: إني آمرك بأن تتخلى عن أفكارك وأن ترجع إلى تراث أجدادك. وانقطعت عن المناقشة احتراما لأمره. وقالت الملكة بنبرة لطيفة: إنك مطالب باحترام واجب مقدس، ولينبض قلبك بما يشاء حتى تثوب إلى الهداية ...
وغادرت مجلسهما حزينا يا معلمي، ولكن أشد إصرارا ...
فقلت له بإخلاص: فرعون نسيج محكم من التقاليد المقدسة، لا تنس هذا أبدا.
وحدثني قلبي بأن مصر ستشهد متاعب لم تخطر ببال، وأن هذه الأسرة المجيدة التي حررت الوطن وأنشأت له إمبراطورية إنما تقف على حافة هاوية. وفي ذلك الوقت، وربما قبل ذلك، فلست متأكدا من ترتيب التواريخ، استدعاني كاهن آمون إلى مقابلة خاصة. قال لي: بيننا عهد قديم يا آي، ما هذا الذي يقال؟
قلت لك إنني لا أذكر اليوم إن كانت تلك المقابلة قد تمت عقب ما ذاع عن ميل الأمير لآتون أم عقب إيمانه بالإله الواحد. على أي حال قلت له: الأمير يمر بالفترة الحرجة من العمر، إنه إنسان ممتاز، ومثله قد يدفعه الخيال شرقا وغربا، ولكن سرعان ما يرجعه النضج إلى الحق ...
فتساءل بمرارة: وكيف تمرد على حكمتك وأنت خير المعلمين؟
Неизвестная страница