روى المدائني قال: بينا أبرهة بن الصباح الكندي عند عبد العزيز بن مروان بمصر إذ أتي عبد العزيز بفتية من أهل البيوتات قد أخذوا على شراب لهم. فأمر عبد العزيز أن يضربوا بالسياط فقال له أبرهة: نشدتك الله أيها الأمير أن تفضح, مثل هؤلاء الفتيان في مصرنا. فقال عبد العزيز: إن الحق في هؤلاء وفي غيرهم واحد. فقال أبرهة: يا غلام اصبب من شرابهم في القدح وأرنيه. فصب, وناوله, ثم شربه فقال: أصلح الله الأمير ما نشرب في بيوتنا على غدائنا وعشائنا إلا من هذا, فقال/ عبد العزيز: أطلقوهم.
فلما خرج أبرهة قيل له: أشربت الخمر؟ فقال: الله يعلم أني ما شربتها صحيحا, ولا تعالجت بها سقيما, ولكني كرهت أن يفضح مثل هؤلاء الفتيان ببلد أنا فيه.
Страница 81