نرجع إلى باب العفو عن ذوي الجرائم بالشفاعات, حدثنا ابن دريد قال: حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: كان المنذر بن امرئ القيس اللخمي يدعى محرقا, وذلك أنه لقي بكر بن وائل بأوارة وعلى بكر حارثة بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان, فهزمت بكر, فحلف المنذر ليذبحنهم على رأس أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض! فقام إليه مالك بن عمرو بن ضبيعة/ بن عجل, وكان رضيع المنذر فقال: أنشدك بإلهك فإنما تفسد أهلك. قال: فكيف أصنع بيميني. قال تصب الماء على الدم حتى يبلغ الحضيض ففعل ذلك فسمي مالك الوصاف. فولده إلى اليوم يقال لهم: بنو الوصاف, لا يعرفون بغيره.
وجمع المنذر أسارى بكر في حظائر, فأراد أن يضرم عليهم النار, وكذلك كان يفعل فقام إليه أبو حوط الحظائر النميري فكلمه فيهم فشفعه فخلى سبيلهم, فسمي: أبا حوط الحظائر, ليس يعرف إلا بذلك. وسمي المنذر محرقا لتحريقه الأسرى. فقال بعض شعراء النمر بن قاسط:
Страница 424