فقال: يا بديح! أجر على الشهباء وصاحبها ما يصلحها./ وقال لجاريته: هاتي ما عندك. فجاءت بظبية فيها دنانير فقال: اعدد يا بديح وارفع صوتك فعددت حتى بلغت مائة. وأنا أطرب بصوت لي حسن، ثم قطعت لأنظر ما يقول، فقال: ما هذا بحين يقطع هذا الصوت يا بديح! فعددت حتى بلغت سبعمائة، ونفضت الظبية فاستقلها، وقال للجارية: إيتيني بمطرف من مطارفي، فأتته فبسطه بين يديه على البساط، ثم قال: إيتيني بكذا وكذا ثوب من خز، وكذا من وشي، فطرح في المطرف حتى ما تلتقي أطرافه، ثم قال: اذهبوا بهذا إلى منزل عبد الله. فقال عبد الله: إن أمير المؤمنين سخط/ علي، وحبس عطائي عني في شعر قلته، فكلمه فليرض عني. فركب إليه فقال: يا أمير المؤمنين! رجل عتبتم عليه، ومنعتموه عطاءه، فارض عنه، واردد إليه عطاءه. قال: نعم! إن لم يكن ابن الرقيات. قال: وما له يا أمير المؤمنين؟ قال: أولم يبلغك قوله:
كيف نومي على الفراش ولما ... تشمل الشام غارة شعواء
Страница 408