ويجوز أن تكون هذه الألفاظ التي بينت أنها ترجع إلى معنى واحد بعضها مشتق من بعض ليس فيها لفظة هي أولى أن تكون أصل الاشتقاق من صاحبتها. وليس يكاد أن يكون الاعتذار من الرجل إلى صاحبه إلا وهو بريء من الذنب الذي قرف به. ألا تسمع إلى قول أمية بن أبي الصلت حين احتضر: ((لا بريء فأعتذر، ولا قوي فأنتصر)) فأخبر أن الاعتذار لا يكون إلا للبريء، وكذلك قول ابن الدمينة:
بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له ... ببعض الأذى لم يدر كيف يجيب
ولم يعتذر عذر البريء ولم تزل ... به حيرة حتى يقال: مريب
وهذا الاشتقاق كاف بحمد الله. أعاذنا الله وإياك من ظلمة الشك وجلا قلوبنا بنور اليقين، إنه على كل شيء قدير.
Страница 50