149

وروى المدائني أن عبد الله بن علي أتي بأسير من أصحاب مروان, فأمر بضرب عنقه. فلما رفع السيف ليضرب به ضرط الأسير, فوقع السيف بين يدي الغلام, ونفرت دابة عبد الله, فضحك, وقال: أنت عتيق استك! فاذهب حيث شئت. فالتفت إليه وقال: أصلح الله الأمير, رأيت ضرطة قط أنجت من الموت غير هذه؟!.. قال: لا! قال: هذا والله الإدبار. قال: وكيف ذاك؟! قال: ما ظنك بنا, وكنا ندفع الموت/ بأسنتنا فلا يندفع, فصرنا اليوم ندفعه بأستاهنا فيندفع.

وروي أن مصعب بن الزبير أتي بأسير من أصحاب المختار, فأمر بضرب عنقه, فقال: أيها الأمير! ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك هذا الذي يستضاء به, فأتعلق بأطرافك وأقول: أي رب! سل مصعبا فيم قتلني؟ قال: أطلقوه. قال: أيها الأمير! اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض. قال: أعطوه مئة ألف درهم. قال: بأبي أنت وأمي اشهد أن لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا قال: ولم؟ قال: لقوله:

Страница 181