ثم العلم. والعلم أن يلوح لك المعنى ويظهر لك المغزى/ وطمأنينة النفس وسكون الحدس. وربما يعضده الدليل فيتضح به السبيل. فلذلك فرق الله تعالى بين درجة الإيمان ودرجات العلم فقال: {يا أيها .................... درجات} (¬1) . فلحن الخطاب: يرفع الذين آمنوا منكم درجات ويرفع الذين أوتوا العلم درجات. وقال في موضع آخر: {وقال الذين ....................... يوم البعث} (¬2) وقال أيضا: {وقال الذين .......................... إلا الصابرون} (¬3) . فإن ازداد العلم قوة صار يقينا.
ثم اليقين: اليقين علم راسخ في القلب زايلته الشكوك وجانبه الاضطرا ب وفارقه الارتياب، واستحكم في النفس حتى كاد أن يكون عن مشاهدة. فلهذا قال نبينا عليه السلام: «من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصبر» (¬4) وقال الله تعالى: {كلا/ لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين} (¬5) وقال عليه السلام لابن عباس: «اعمل الرضا واليقين وإلا ففي الصبر على ما تكره خير كثير» (¬6) . وإذا قوى اليقين ترقى إلى درجة المعرفة.
ثم المعرفة: فإذا قوى يقين العبد واستحكمت عيونه وقويت متونه ولا له من ربه اللطف الخفي والصنع الحفي والنور الجلي، واستولى
Страница 378