الذين لا يعلمون ....... يختلفون } (¬1) وقال تعالى: { كذلك قال الذين من قبلهم مثل/ قولهم تشابهت قلوبهم .. } (¬2) ولأمر ما عقب الله عز وجل فقال: { قد بينا الآيات لقوم يؤقنون } (¬3) فلا يصح مع هؤلاء بيان الآية للموقنين ولا للشاكين، وهم أشبه بالتحريف من أولئك بما حرفوا من الكلم. وذلك أن الله تعالى خاطبنا في محكم كتابه فقال: { يا أيها الناس } و { يا أيها الذين آمنوا } و { يا أيها الرسل } . وقوله: { وقاتلوا المشركين كافة } (¬4) . وقوله: { ولقد وصينا ......في الأرض .. } (¬5) . فإن حسن الوقف على طريقة أهل الوقف والتحميل على أقل ما يقع عليه الاسم عند اصحاب التعميم فقد سقط في أيديهم بعد بيان الله تعالى.
أما أهل الوقف فشرعوا الجهل عند البيان طريقا وكأنهم قالوا: لم تأتنا بينة. وأما الآخرون/ فرضوا بالحياة الدنيا من الآخرة. وليس بعد بيان الله وله والحكم وإليه ترجعون.
فصل
اختلف أصحاب العموم القائلون بالعموم على وجهين:
من قال باستغراق الجنس والقائلون بالاقتصار على أقل ما يقع عليه الجمع إذا وردت، هل يتوقف فيها إلى التماس الأدلة الت يتخصها أم يعتقد فيها العموم عند مساعها؟ فقالت الشافعية: يتوقف فيها حتى يقع البحث
والطلب. وقال أهل التعميم: إن ألفاظ العموم متيقنة، ولا يقين ولا قطع إلا على ثلاثة أو اثنين على قول من يقول أقل الجمع اثنان.
Страница 145