Божественная справедливость и ее влияние на существа
العدل الإلهي وأين أثره في المخلوقات
Жанры
قال: فأبدية الكون تقوم بالنواميس ذاتها المتولية أعمال الزمان، أي تعقب الشموس الشموس، والعوالم العوالم، دون أن يصيب قوى الكون أدنى كلل أو خمود، فما ترون في أقاصي السماوات من نجوم نيرة قد محتها - ربما - من أمد مديد أصبع الموت، وعقبها الخواء أو خلقة جديدة تجهلونها بعد إنما البعد الشاسع القائم بينكم وبين تلك الأجرام القاصية، والذي لا يقطعه النور إلا في ألوف ألوف من السنين يجعل أشعتها أن تصل إليكم اليوم، مع أنها ربما انبعثت قبل خلقة الأرض بأمد مديد، ففي هذه كما في غيرها تظهر حقارة الإنسان وعدم دنياه، إنما سيأتي يوم فيه يبقى ذكر الأرض في ذهننا كظل بخاري، بعد أن نكون قد تدرجنا أجيالا لا عدد لها إلى العوالم العليا، ولما نتأمل في المستقبل - عند بلوغنا هذا الحد - فلا نرى نصب أعيننا إلا تعاقبا سرمديا من العوالم، أو أبدية ثابتة لا انقضاء لها.
فضل العرب على الغرب
نقول: ولقد بلغت فلسفة ابن رشد - عند اليهود في القرن الرابع عشر - أرقى وأبقى منزلة، حتى لقد تعهد «لاون» الإفريقي اليهودي شرح فلسفة ابن رشد كلها، وتوضيح ما نقله هذا الفيلسوف عن أرسطو وما لخصه منها.
يقول «سديو» العلامة الفرنسي الشهير في هذا المقام: «ولا يخفى أن الكشف السالف يفيد علم الفلك الشرقي مزية الأصالة والأولية التي لا يستطيع الإمساك عن الإقرار بها أحد من الفرنجة، الذين كان كشفهم بمعلومات الكتب العربية شاهدا على تقدم العلوم الرياضية عند العرب، الذين استفاد منهم اللاتينيون المعلومات؛ فإن «جوستر» الذي كان بابا روما الملقب بسلوستر الثاني أدخل من سنة 970 إلى سنة 980 عند الفرنج العلوم الرياضية التي كسبها عن عرب إسبانيا، و«أهلاد» الإنجليزي ساح من سنة 1100 إلى سنة 1120م في كل من إسبانيا ووادي مصر، ثم عاد فترجم مبادئ إقليدس من العربية بعد أن ترجمها العرب من اليونانية، وترجم أفلاطون من العربية الرياضيات الكروية المنسوبة إلى «تيودور» كما أن الخواجة «رودلف» أحد أهالي «بروجس» البلجيكية ترجم مسائل بطليموس المتعلقة بالكرة الأرضية والسماوية المصورة مبسوطة على خريطة، وهكذا «ليونارد» ألف سنة 1200م رسالة في الجبر الذي نقله من بلاد العرب، و«قميانوس» الإسباني ترجم في القرن الثالث عشر كتاب إقليدس ترجمة جديدة وشرحه، وقد كان الملك «زوجير» الأول ملك «السيصليين» مساعدا لعلماء «بسيسيليا» لا سيما «الأوريسي» ثم جاء العاهل فردريك الثاني بعد «زوجير» بمائة سنة فلم يأل جهدا في المساعدة والحث على كسب العلوم والمعارف الأدبية الشرقية، وكانت أتباع ابن رشد تعمل في ديوانه، وتعلم التاريخ الطبيعي، وعلم النبات، وعلم الحيوان.»
يقول «سديو»: إن القوانين وهي خمسة كتب لابن سينا قد ترجمت وطبعت مرارا، وكانت مؤلفاته ومؤلفات الرازي تدرس في مدارس أوروبا نحو ستة قرون، ولقد طبعت مؤلفات الفخر الرازي في الطب في مدينة البنادقة سنة 1510م، وكتب علي بن عباس الفارسي وهي عشرون كتابا في الطب ترجمت إلى اللاتينية سنة 1127، وطبعها مخائيل كابلا سنة 1523 في مدينة ليون بفرنسا.
هذا ما عن لنا أن نلخصه من كلام سديو العلامة الأشهر؛ لنظهر القراء على شيء من فضل العرب على الغرب في السبق في مضمار العلم وحلبة الفن، وليعلم الذين لا يزالون على جهل من أمر العرب وتاريخ العرب وفضل العرب أن الحق لا يعدم نصيرا ولو من الأعجام وأهل الغرب، فهذا فضل أنطق لسان سديو الفرنسي على حين أننا مازلنا نسمع أصوات كثيرين من المصريين والمتكلمين بالعربية ترتفع من كل جانب بالاستنكار، وغمط شأن العربية، فهم ينعون العرب وآثار العرب وفضل العرب في حين أن الأجانب من الفرنسيين والألمانيين والغربيين جميعا لا يزالون ينطقون بالحق، ويرفعون لواءه من غير غضاضة ولا توان، والأمر لله من قبل ومن بعد.
قالوا: (1) ولقد أخبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أنه رأى أرواح الأنبياء - عليهم السلام - ليلة أسري به في السماوات سماء سماء؛ آدم في سماء الدنيا، وعيسى ويحيى في الثانية، ويوسف في الثالثة، وإدريس في الرابعة، وهارون في الخامسة، وموسى وإبراهيم في السادسة والسابعة. يقول ابن حزم: فصح ضرورة أن السماوات هي جنات. (2) عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، عن النبي
صلى الله عليه وسلم
Неизвестная страница