Укус собаки: сборник рассказов
عضة كلب: مجموعة قصصية
Жанры
علت وجهه ابتسامة ساخرة وهتف مقلدا صوت مهرجي السيرك: هلموا الآن يا رفاق نخرج للنضال في مطعمنا الفاخر، زاد الثورة بانتظارنا.
ساد الوجوم، وما لبث أن أطلق سعيد ضحكته المعهودة وصرخ في وجوهنا بالإنجليزية: «ليرز.» (أي كذابون)، ولوح مودعا، وانصرف، ولم يستوقفه أحد.
مرت أسابيع لم نلتق خلالها بسعيد، كنا نأمل ألا تنقطع صلته بنا، وكأننا في اشتياق لجلد ذواتنا والتطهر من خطيئة لا نعرف سبيلا إلى الخلاص منها. وفي إحدى ليالي الشتاء، كنا قد بلغنا تقريبا ميدان الجامع الكبير حيث عربة الفول وعم جمعة، حين تهادى لأسماعنا صوت نباح لمجموعة من الكلاب يعلو أحيانا ويخفت أخرى، وفجأة اختلط نباح الكلاب بعواء متقطع، فالتفتنا إلى الخلف فأبصرنا ما لم نصدقه، كان سعيد يعدو مطاردا جماعة من الكلاب، والكلاب تفر من أمامه مذعورة!
لمحنا سعيد فلوح من بعيد قائلا بالإنجليزية: «هالو كومرادز.» (مرحى أيها الرفاق).
وواصل ما كان فيه، وغاب في أحد الشوارع الجانبية، ثم ظهر من جديد مستمرا في مطاردته، وعندما حاذانا أبطأ وهو يشير إلى الكلاب التي تلهث مبتعدة: ابن الكلب ده مزق بنطلوني الجديد ليلة أمس، كان ينوي أن يمزق لحمي أيضا.
وعاد يعدو وجميعنا نضرب كفا بكف. غابت المطاردة عن أعيننا لكنها ظلت مستمرة في نفس الشارع الجانبي مرة أخرى، وكالبلهاء أسرعنا الخطى كي نرقب نهاية المعركة. كان الشارع الجانبي في الواقع حارة مغلقة لا منفذ لها غير مدخلها، وكان سعيد يحاصر الكلاب يمينا ويسارا يسد عليها منفذها الوحيد. وأخيرا وجدناه يقفز مرتميا فوق أحد الكلاب بعد أن حاصره في إحدى الزاويتين. كان الظلام يعوقنا عن رؤية دقائق ما يحدث، لكننا سمعنا الكلب يطلق عواء مستمرا، ثم وجدناه وقد أفلت من سعيد وأطلق سيقانه للريح مبتعدا حتى اختفى عن الأنظار. نهض سعيد من على الأرض ينفض التراب عن ملابسه واتجه نحونا، ومطلقا ضحكته المعهودة قال: قضمت أذنه. كلب. (تمت)
شيطاني المفترى عليه
كشفت عن نفسك لي للمرة الأولى ليلا كما تفعل كل الشياطين، كان الظلام يغشى حجرة نومي ساعتها ، فكيف تسنى لي أن أراك والظلام لا يضيء ظلاما؟! وكأننا تواعدنا على اللقاء، أنت جئت في موعدك، وكنت أنا في انتظارك، فلم يتملكني الرعب لرؤيتك كما تروي الأساطير القديمة.
الأطفال لا يعرفون الشياطين، ليس لأنهم لا يخطئون، بل لأنهم لا يتعمدون الخطأ، ولقد بلغت الآن من العمر ما يؤهلني للدخول إلى مملكتك.
كدت أركع عند قدميك أستجديك المعصية، لكن النار التي اشتعلت بداخلي كانت أخف وطأة علي من جحيمك، فصبرت، لعلك تبادر أنت لا أنا بالخطوة الأولى فتحمل عني بعضا من وزر الخطيئة. وقد تعلمت بعد أن خبرت خبثك، أنك لا تأتي أبدا دون دعوة صريحة، وخيلاؤك الطاووسي يمنعك أن تطلب، إنك فقط تمنح من يستجدي.
Неизвестная страница