Обратный отсчет: История космических путешествий
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Жанры
لكن، في حين كان برنامج فون براون الطموح لإرسال محطة فضائية مأهولة يظهر على أغلفة المجلات وفي التليفزيون، كانت ثمة جهود عديدة أقل صخبا تضع الأساس لإطلاق مركبات فضائية غير مأهولة؛ ففي القوات الجوية، برزت شركة «راند» بعد الحرب مباشرة بوصفها مركزا مهما للنشاط البحثي. تأسس هذا المركز البحثي في أواخر عام 1945، ثم سرعان ما شرع في إصدار التقارير السرية التي كان لها أبلغ التأثير. وفي مايو 1946، بعد بضعة أشهر فقط من تصريح فانفار بوش بأن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أمر مستحيل، رأى مجموعة من الباحثين في شركة «راند» أن من الممكن أن تنجح صواريخ أكثر قوة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في إطلاق أقمار صناعية.
ركز التقرير، الذي صدر تحت عنوان «التصميم الأولي لمركبة فضاء تجريبية تدور حول العالم»، على احتمال الدوران حول مدار فضائي بحمولة معدات زنة 500 رطل. وكان من المنتظر أن تكون هذه المركبة الفضائية أصغر كثيرا، سواء أكانت تتعلق بالرحلات الفضائية المأهولة أم بطائرة تحمل قنبلة ذرية، وهو ما أثار السؤال حول طبيعة استخداماتها، التي كان من بينها استخدامات غير عسكرية مثل الاتصالات ورصد أنماط تشكل السحب، والبحوث الطبية البيولوجية في ظل انعدام الجاذبية. بالإضافة إلى ذلك، أشار لويس ريدنور - الذي صار كبير علماء القوات الجوية لاحقا - إلى أن الصور التليفزيونية الضبابية ربما تكون ذات قيمة عسكرية، قائلا: «إن تحديد نقاط التصادم للقنابل التي نلقيها ورصد الأحوال الجوية فوق أراضي العدو ربما يكونان أهم نوعين من عمليات الرصد التي يمكن إجراؤها من خلال الأقمار الصناعية.»
قدم عالم آخر، يدعى ديفيد جريجز، نبوءة تستحق الإشارة إليها بشيء من التفصيل، وهي كالآتي:
على الرغم من أن الكرة البلورية غائمة لا تفصح عن شيء، فإنه يبدو أن ثمة أمرين واضحين: (1)
من المتوقع أن يصير نموذج القمر الصناعي المجهز بالمعدات اللازمة إحدى أقوى الأدوات العلمية في القرن العشرين. (2)
سيكون صنع قمر صناعي من قبل الولايات المتحدة بمنزلة إنجاز يؤدي إلى إشعال خيال الإنسانية، وربما يسفر عن تداعيات في العالم مماثلة لتداعيات انفجار القنبلة الذرية.
سيعترف بالدولة التي تحقق إنجازات مهمة في مجال رحلات الفضاء باعتبارها رائدة العالم في الأساليب العسكرية والعلمية. ولكي نتصور هذا الأثر على العالم، يمكن للمرء أن يتخيل حجم الامتعاض والإعجاب الذي سيثار هنا إذا اكتشفت الولايات المتحدة فجأة أن دولة أخرى نجحت في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء.
2
على غرار ما حدث مع نموذج «إم إكس-774» لشركة «كونفير»، سرعان ما خبت جذوة هذا الاهتمام المبكر بالمركبات الفضائية. وفي أواخر عام 1948، أشار وزير الدفاع جيمس فورستال إلى برنامج قمر صناعي أرضي، بيد أنه أضاف أن تصريحه جاء بناء على توصية بأن «الجهود الحالية في هذا المجال يجب أن تقتصر على الدراسات والتصميمات الخاصة بالمكونات». وفي مؤسسة «راند»، تواصلت الدراسات حول الأقمار الصناعية، وفي أكتوبر 1950 أصدر باحث آخر، يدعى بول كتشكميتي، تقريرا أثار سؤالا غاية في الأهمية، ألا وهو: إذا أردنا أن نطلق قمرا صناعيا كهذا، فهل سيدعنا السوفييت نفعل ذلك؟
أدرك كتشكميتي أن عمليات الاستطلاع ستوفر أساسا قويا لإطلاق برنامج أقمار صناعية، وشدد على أن موسكو ستنظر إلى الكاميرات التي تدور في الأفلاك الفضائية باعتبارها مصدر تهديد كبير: «إن الخوف من اختراق السرية خوف دائم ومستمر، ومن المتوقع على الأرجح أن تثير صورة مأخوذة للعالم الخارجي وهي تخترق حجب أسرار السوفييت كثيرا من القلق.» واتضح هذا الموقف بالفعل في مجال الطيران التجاري؛ فقد كانت معظم الدول تمنح شركات الطيران حقوق الطيران في أجوائها، بينما لم يكن السوفييت يسمحون بذلك.
Неизвестная страница