Обратный отсчет: История космических путешествий
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Жанры
كان السبب في مشروع «آر-11» حالة الاستياء التي انتشرت بين المسئولين في الجيش حيال الصاروخ «في-2»، ثم الصاروخ «آر-2» الذي ظهر بعده؛ فكلا الصاروخين كان في حاجة إلى التزود بالأكسجين السائل، وهو وقود سريع التطاير وربما يصعب توفيره أثناء العمليات الحربية. وعلى عكس القذائف المدفعية التي يجري تحميلها بالوقود ثم تترك في وضع استعداد لإطلاقها، لم يكن من الممكن تزويد الصاروخ «في-2» أو الصاروخ «آر-2» بالوقود مسبقا ثم تركه على المنصة لأجل زمني غير محدد، انتظارا للإطلاق. وكان ضمن فريق كوروليف اختصاصي في مجال الصواريخ، يدعى ألكسي إيزاييف، كان يتابع تجارب الألمان وقت الحرب حول استخدام حمض النيتريك كمادة مؤكسدة؛ ومثلما حدث في مختبر الدفع النفاث في كاليفورنيا، بشر هذا الأسلوب بإمكانية توفير أنواع وقود قابلة للتخزين، ونجح أول محرك صممه إيزاييف باستخدام هذا النوع من الوقود في اختبارات الإطلاق التي أجريت خلال شهر أغسطس من عام 1950. واتخذ الصاروخ الذي استخدم حمض النيتريك - الصاروخ «آر-11» - شكل صاروخ بعيد المدى على غرار الصاروخ «كوربورال». أطلق حلف الناتو على هذا الصاروخ اسم «سكود»، وهو الذي صار يستخدم على نطاق واسع في حروب العالم الثالث، بما في ذلك حرب الخليج عام 1991، التي أطلقت خلالها العراق بقيادة صدام حسين صواريخ «كروز» مرة تلو الأخرى على مدينة تل أبيب.
ظهر الصاروخ «آر-5» في صورته النهائية خلال عام 1952، عندما بدا أن الصاروخ «آر-3»، الذي يبلغ مداه 3000 كيلومتر، لا يزال أمامه شوط طويل من التطوير. وكان من المنتظر أن يحقق الصاروخ «آر-5»، الذي بلغ مداه 1200 كيلومتر، ضعف مدى الصاروخ «آر-2» وأربعة أضعاف الصاروخ «في-2». وتحقق ذلك من خلال محرك صممه جلشكو مثل شكل التطوير النهائي في تكنولوجيا الصاروخ «في-2»؛ ولكنه كان أول صاروخ بعيد المدى يمتلك قدرات استراتيجية؛ حيث كان يستطيع الانطلاق من أراض سوفييتية لتوجيه ضربة نووية ضد قواعد جوية أمريكية في إيطاليا وغرب ألمانيا.
استمرت مشكلة «آر-3» المؤرقة، الذي كانت محركاته تمثل مسألة خلافية صميمة. حاول جلشكو تطوير تكنولوجيا «في-2» لبناء محرك بقوة دفع 260 ألف رطل، لكن خلال عامي 1950 و1951 توالت حوادث انفجار النماذج التجريبية على نحو متكرر، ولم يكن هذا الأمر جديدا في حد ذاته، لكن ما كان مقلقا حقا هو أن القدرات اللازمة في المحرك كانت تتجاوز أحدث ما توصل إليه علم المعادن. لم يستطع المحرك تحمل الحرارة والاهتزاز المصاحبين لقوة دفعه، ولم يكن ثمة أي احتمالات قريبة لتحقيق تطورات في علم المعادن يمكن من خلالها التغلب على تلك الصعوبات.
بالنسبة إلى جلشكو وكوروليف، كان الأمر أشبه بالعودة إلى المربع رقم واحد مجددا. وجد كوروليف أملا في التجارب الجديدة لألكسي إيزاييف، التي كانت تبشر فيما يبدو بتصميم محرك بقوة دفع 140 ألف رطل. وعلى إثر ذلك، صمم كوروليف الصاروخ «آر-3 إيه»، وهو نموذج معدل من نموذج الصاروخ «آر-2» يمكن من خلاله اختبار عناصر تصميم الصاروخ «آر-3». واستفاد كوروليف أيضا من نطاق تخصصه المهني الواسع بإثارة سؤال بعيد الأثر: هل يتعين بالضرورة أن تكون الصواريخ البعيدة المدى من طراز «كروز» التي تحلق في الغلاف الجوي، بدلا من الاعتماد على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات؟ كان كوروليف يعرف أن القوات الجوية الأمريكية تستثمر معظم أموالها في الصاروخ «نافاهو» الذي يعتمد على المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي؛ فطلب من مصمميه أن يبحثوا إذا كان تصميم صاروخ مشابه يعتمد على محركات نفاثة ذات دفع هوائي من شأنه أن يخدم احتياجات البلاد على نحو أفضل أم لا. وكان الصاروخ «نافاهو» لا يزال بعيدا كل البعد عن مرحلة اختبارات الطيران، ولم يكن كوروليف مستعدا بأي حال من الأحوال لمحاكاة تصميمه، على غرار ما فعله تبوليف مع القاذفة «بي-29». ولكن، كان لدى كوروليف اعتقاد راسخ تماما في أن شركة «نورث أمريكان أفياشن» في سبيلها إلى تقديم نموذج مبتكر حقا.
خلال عام 1952، حققت تجارب جلكشو تقدما ملحوظا. لم يكن جلشكو يفضل استخدام محركات متعددة ذات قوة دفع متواضعة في الصاروخ «آر-3»؛ حيث كان تعدد المحركات يعني مزيدا من فرص الفشل، وكانت فرص الفشل تتمثل تحديدا في المضخات التوربينية، التي ظلت تعتمد على أول أكسيد الهيدروجين، على غرار الصاروخ «في-2». ومع ذلك، لم يكن ثمة ما يستوجب قانونا أن تكون لكل غرفة دفع مجموعة المضخات الخاصة بها، ورأى جلشكو إمكانية بناء محركات ذات قوة دفع هائلة حقيقية، بالحصول على مجموعة واحدة من المضخات التوربينية تغذي عدة غرف دفع بالوقود.
كان هذا الأسلوب رائعا للغاية؛ حيث عالج المشكلات الراهنة معالجة دقيقة. وكان من الممكن زيادة حجم المضخات التوربينية وقدرتها؛ لأن تلك التصميمات كانت أمرا يمكن تحقيقه. وكان من الممكن أيضا تصغير كل غرفة دفع بما يكفي لتحمل الحرارة والاهتزاز دون أن تتجاوز حدود ما هو متاح في تكنولوجيا اللحام وعلم المعادن. ومع تبلور تصميم جلشكو الجديد، رأى كوروليف إمكانية استخدام هذا الأسلوب في إنقاذ الصاروخ «آر-3»، بل الأفضل من ذلك أنه كان يمكنه تجاوز نموذج الصاروخ «آر-3» واقتراح نموذج صاروخ باليستي عابر للقارات، قادر على إصابة أهداف في الولايات المتحدة.
في تلك الأثناء فقط، في نهاية عام 1952، كان الوضع الاستراتيجي السوفييتي ضعيفا على نحو بالغ، وكانت الحرب الجوية في كوريا قد أثبتت أن القاذفة «بي-29»، التي كان الأمريكيون يستخدمونها بصورة روتينية، لا تستطيع تفادي إسقاطها من قبل مقاتلات نفاثة إلا إذا كانت ترافقها طائرات نفاثة. وفي ضوء ذلك، شرعت القيادة الجوية الاستراتيجية سريعا في إجراء عملية إحلال للقاذفات «بي-29»، واستخدمت بدلا منها قاذفات نفاثة ذات إمكانيات مرتفعة. ولكن قوة القاذفات في موسكو كانت تتألف بصورة كاملة تقريبا من القاذفات «بي-29»، في صورة القاذفات «تي يو-4». وكان ستالين قد طلب من تبوليف بناء قاذفة نفاثة بعيدة المدى، بيد أن المحركات التي كان من المفترض أن يستخدمها تستهلك كميات وقود أكثر بكثير من نظيراتها الأمريكية؛ وأقصى ما استطاع تبوليف تقديمه هو قاذفة ذات محركات توربينية الدفع، تدعى «تي يو-95». وافق ستالين على هذه القاذفة، لكنه كان لا يزال يريد طائرة نفاثة ، فانتقل إلى صهر تبوليف؛ فلاديمير مياسشتشيف. شرع هذا المصمم الكبير في بناء قاذفة نفاثة ذات أربعة محركات، أطلق عليها حلف الناتو اسم بيزون، ولكنه لم يستطع التغلب على مشكلة المحرك، وكان مدى القاذفة التي صممها لا يكفي لمهاجمة أهداف في الولايات المتحدة.
في نوفمبر 1952، فجر العلماء الأمريكيون القنبلة الهيدروجينية الأولى، وهو ما أسفر عن موجات انفجارية أكثر بمقدار ألف مرة مما تمخضت عنه قنبلة هيروشيما. وفي فبراير 1953، قبل ثلاثة أسابيع من وفاته، وقع ستالين أمرا يكلف فيه مركز «إن آي آي-88» بتطوير صاروخ عابر للقارات، وكان السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل الصاروخ سيكون من نوع «كروز»، أم سيكون صاروخا باليستيا؟ وفي شهر أبريل من ذلك العام، عدل مجلس الوزراء على المستوى الوزاري أمر ستالين بسحب برنامج صواريخ «كروز» من مركز «إن آي آي-88» ونقلها إلى شركات صناعة الطائرات.
تنافس مركزان في مجال تصميم طائرات، أولهما يرأسه مياسشتشيف والآخر يرأسه سيميون لافوتشكن، على بناء صاروخ يعتمد على محرك نفاث ذي دفع هوائي، وكان كلا المركزين من المراكز القوية ذات الكفاءة. ظفر مياسشتشيف برضاء ستالين الشخصي، وقاد جهود التطوير الخاصة بالقاذفة النفاثة التي كان يطورها، بينما تولى لافوتشكن مشروع صواريخ مضادة للطائرات نزولا على أمر مباشر من ستالين، وركز كوروليف جهوده في تلك الأثناء لتطوير صواريخ بعيدة المدى. كان كوروليف يملك الورقة الرابحة؛ حيث أصبح في مقدوره الآن اقتراح استخدام محرك جلشكو الجديد لبناء صاروخ باليستي حقيقي عابر للقارات؛ وفي حقيقة الأمر، صنع ما هو أكثر من ذلك؛ فقد أوصى أن تتوقف الحكومة عن دعم الصاروخ «آر-3»، الذي لم يكن يستطيع بلوغ الولايات المتحدة، والانتقال مباشرة إلى تطوير قدرات صواريخ عابرة للقارات.
ذهب كوروليف إلى اجتماع في الكرملين للنقاش حول الصاروخ «آر-3»، وتوقع المسئولون أن يمضي قدما في عملية التطوير، ثم يستخدم تكنولوجيا الصاروخ «آر-3» كأساس لبناء صاروخ باليستي بعيد المدى، وهو ما كان سيمثل استمرارا للأسلوب التدريجي الحذر الذي كان قد أدى إلى سلسلة الصواريخ ابتداء من «في-2» مرورا ب «آر-2» ثم «آر-5»، مع تفادي أخطاء مثل التي وقعت مع محرك جلشكو الأولي في الصاروخ «آر-3». لكن كوروليف رأى شيئا آخر؛ فقال في شجاعة موجها حديثه إلى مستمعيه: «ظهر تصميم جديد، ولن يلبي تصميم الصاروخ «آر-3»، الذي يبلغ مداه ثلاثة آلاف كيلومتر، حاجاتنا على المدى البعيد؛ لذا، توصلنا بالإجماع إلى النتيجة الراسخة التي تقول بأن ثمة فرصة لتجاوز الصاروخ «آر-3»، وبدء العمل على نموذج صاروخ عابر للقارات.»
Неизвестная страница