Обратный отсчет: История космических путешествий
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Жанры
كان هذا المكتب هو مركز البحوث الذي يجري فيه روبرت ترواكس بحوثا على الصواريخ بالتعاون مع روبرت جودارد، بينما كان يتولى إدارة شئون العقود مع شركتي «ريأكشن موتورز» و«إيروجت»؛ وصار ترواكس وبولاي صديقين حميمين. وكان ثمة مدير آخر يتولى مسئولية مشابهة عن المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي. وظفر بولاي نفسه بالمنصب الأهم، في مجال المحركات النفاثة. وكان المركز يتميز بتوفيره هيكلا تنظيميا صغيرا يضم حفنة من الأشخاص، يوجهون من خلاله عمليات التطوير المباشرة لأنواع المحركات الثلاثة، وهي العمليات التي كان بولاي يسير على خطاها سيرا حثيثا.
كان المحرك النفاث ذو الدفع الهوائي، أو «المصرف الطائر»، واعدا بصورة خاصة؛ إذ كان أبسط محرك يمكن تصوره على الإطلاق. وكان عبارة عن أنبوب ذي طول معين مصمم بعناية ومزود بحواقن وقود؛ وعند السرعات المرتفعة، كان الهواء يندفع في المقدمة، ثم يحرق الوقود المحقون ويصير ساخنا. وكان تيار الهواء الساخن المتدفق يدفع المؤخرة؛ مما يولد قوة دفع.
كانت التجارب الأولية على المحركات النفاثة ذات الدفع الهوائي تمضي قدما على النحو الارتجالي نفسه الذي كانت التجارب الصاروخية تمضي فيه، بيد أنها كانت تسفر عن نتائج. وفي مختبر الفيزياء التطبيقية في مدينة بلتيمور القريبة، لم يتجاوز ما استخدمته إحدى مجموعات العمل كأنبوب في المحرك النفاث ذي الدفع الهوائي أكثر من مجرد أنبوب عادم في طائرة مقاتلة. ووفرت مجموعة من صواريخ الوقود الصلب الصغيرة قوة الدفع المبدئية، وهو ما كان يزيد سرعة المحرك النفاث ذي الدفع الهوائي إلى مستوى سرعة تجعل عملية اندفاع الهواء في مقدمة المحرك تؤتي ثمارها في عملية الدفع. وفي يونيو 1945 عملت هذه التعديلات البديلة على زيادة السرعة إلى 1400 ميل في الساعة، وهو ما يقترب من ضعف سرعة الصوت وأكثر من ضعف سرعة أسرع المقاتلات النفاثة على الإطلاق في ذلك الوقت.
ركزت تجارب بولاي على تصميم المحركات النفاثة التوربينية وإنتاجها. وكان مخترع بريطاني، يدعى فرانك وتل، قد بنى النماذج الأولى من هذه المحركات، وكان بولاي متحمسا لإنتاجها. ومع نهاية الحرب، كانت البحرية تسعى جديا إلى تطوير الطائرات النفاثة، وكانت شركة «نورث أمريكان أفياشن» في لوس أنجلوس تطور نموذج «إف جيه-1 فيوري»، الذي صار من أوائل نماذج المقاتلات النفاثة المحمولة على متن حاملة طائرات.
قاد مشروع المقاتلات هذا بولاي إلى شركة «نورث أمريكان»، حيث كون أول فريق في البلاد لتطوير الصواريخ. ويتذكر جيه ليلاند آتوود، رئيس الشركة بعد عام 1948، أن نهاية الحرب شهدت تراجعا مفاجئا في توقعات شركة «نورث أمريكان» وتطلعاتها. وخلال الحرب، كانت الشركة مصدرا أساسيا لإنتاج الطائرات في البلاد أثناء الحرب؛ يقول آتوود: «كان لدينا 90 ألف موظف في ذروة نشاط الشركة.» لكن بحلول خريف عام 1945، في خضم مجموعة هائلة من إلغاءات عقود الإنتاج، تقلص عدد الموظفين إلى ما لا يزيد عن 5000 موظف. وأثناء فترات الركود، لم يكن لديها سوى بضع عشرات من طلبات إنتاج الطائرات.
على الرغم من ذلك، كان ثمة مجال محدود للنشاط، وكان ذلك في المجال الجديد لإنتاج المقاتلات النفاثة والقاذفات. بالنسبة إلى آتوود ورئيسه، رئيس الشركة جيمس «داتش» كيندلبرجر، كان العمل في هذا المجال يمثل الطريق إلى المستقبل، وكما قال آتوود: «كان جليا للغاية أن البلاد ستحتاج إلى طائرة عسكرية جديدة، وكنا سنشارك في صناعتها.»
كانت الحرب قد تمخضت عن مجموعة من التكنولوجيات المبتكرة؛ مثل: الطائرات النفاثة، والصواريخ، والرادار ، والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ونظام التحكم الآلي، والطاقة الذرية. ورأى كيندلبرجر أن يدعو أفضل عالم يمكنه العثور عليه ويطلب منه تأسيس شركة مختبرات بحثية جديدة يعمل لديها خبراء في هذه المجالات، واقترح على أحد مسئولي التوظيف التنفيذيين، في منطقة واشنطن، توظيف بولاي.
وصل بولاي وزوجته جين، وبصحبتهما ابنتهما الرضيعة ميلودي، إلى لوس أنجلوس بحلول عيد الشكر في عام 1945، واشتريا منزلا كبيرا مترامي الأطراف على الحدود القصوى في حي باسيفك باليسيدز، يفصله شارع عن الشاطئ. وأسس بولاي الشركة المزمع إنشاؤها في مبنى شركة جديدة قرب المطار، وأطلق على الشركة اسم «مختبر الفيزياء الجوية»، بعد أن كان قد أطلق عليها اسم «مبنى التزويد بالأدوات اللازمة».
بينما كان بولاي لا يزال يرتب أوضاعه، كان معلمه القديم تيودور فون كارمان يشير إلى الطريق نحو مستقبل القوات الجوية. وبناء على طلب قائده، هاب أرنولد، كتب كارمان تقريرا بعنوان «نحو آفاق جديدة»، وتوقع أن يأتي المستقبل بنماذج مقاتلات نفاثة تتجاوز سرعتها سرعة الصوت، وصواريخ بعيدة المدى تحمل قنابل نووية، وأقمار صناعية تدور في مدارات فضائية. وشعر الجنرال أرنولد بسعادة بالغة تجاه التقرير، فأخبر كارمان أن التقرير سيستخدم «لفترة من الوقت كأداة استرشادية يستعين بها القائد العام في الاضطلاع بمسئولياته في مجالي البحث والتطوير». وكان التمويل المتوفر لتنفيذ هذه الجهود ضئيلا، لكن من خلال دعم أرنولد استطاع بولاي وزملاؤه مواصلة أبحاثهم.
بدأ مشروع بحثهم الصاروخي في ساحة انتظار السيارات في إحدى الشركات؛ حيث كانت السيارات المنتظرة على مسافة بضع ياردات منهم. وكان النصل الصلب لجرافة أحد البلدوزرات يحمي المهندسين في حالة انفجار المحرك، وكان بعض المحركات غاية في الصغر، حتى إن صوتها كان أقرب إلى الصفير منه إلى الهدير، ويقول آتوود متحدثا عن ذلك: «كانت لدينا صواريخ تصفر ليل نهار طوال عامين.» وفي هذا المختبر الجديد، شيد بولاي، الذي كان قد بنى نفقا هوائيا في هارفرد، نفقا هوائيا تجاوزت سرعة الهواء فيه سرعة الصوت. كما بدأ في جلب اختصاصيين في مجال نظم التوجيه الجيروسكوبي والإلكترونيات وعلم الصواريخ؛ وكان من بين هؤلاء جون بارسونز، الاختصاصي في مجال الوقود الدفعي من شركة «إيروجت». يقول آتوود: «كنا نتلمس طريقنا، ولم تكن لدينا خطة مفصلة، لكن كل ما نجمعه كان يتمحور حول الدفع أو ديناميكا الهواء أو التحكم. وكانت هذه هي الدعائم أو القوائم التي تجرى على أساسها عمليات التطوير.»
Неизвестная страница