Обратный отсчет: История космических путешествий

Мухаммад Сад Тантави d. 1450 AH
195

Обратный отсчет: История космических путешествий

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Жанры

عندئذ فقط، بينما كان تطوير المحرك لا يزال أمامه وقت طويل ليكتمل، واجه البرنامج مشكلة أيضا فيما يتعلق بالحماية الحرارية. في المركبات الفضائية السابقة، بما فيها «أبولو»، استخدمت دروع حرارية قابلة للإزالة للوقاية من درجات الحرارة الشديدة عند ولوج الغلاف الجوي، لكن هذه الدروع كانت ثقيلة ولا يسمح باستخدامها إلا لمرة واحدة فقط. ونظرا لأنه كان من المقرر أن يكون المكوك الفضائي قابلا لإعادة الاستخدام، فإنه كان يتطلب حماية حرارية تستطيع تحمل معاودة الولوج إلى الغلاف الجوي مرات عديدة، وكان لا بد أن يكون وزن هذه الحماية الحرارية خفيفا. اقتضى الأمر استخدام قرميدات من ألياف السليكا الملبدة، ملصقة أو مغراة بالسطح الخارجي للمكوك الفضائي؛ تمثلت وظيفة هذه الدروع في أن تكون بمنزلة عوازل، تفرق الحرارة بعيدا مع الحيلولة دون نفاذها إلى داخل المركبة. كانت هذه مسألة حيوية؛ إذ كان من الممكن أن تؤدي الحرارة - في حال نفاذها - إلى حرق المركبة عن آخرها وموت روادها حرقا.

خشي الجميع أن يتآكل القرميد مثلما تتآكل ألواح الأسقف، وكان تركيبه يتطلب حرصا بالغا. تمثلت عملية التركيب في وضع قرميدتين، بحجم ست بوصات أو أقل غالبا في أحد الجوانب، ثم تصميم قرميدة ثالثة لملء الفراغ بينهما. كان العاملون يقيسون الفراغ المتوافر للقرميدة الثالثة بعناية، ثم يرسلون المعلومات إلى الشركة المتعاقدة لتركيب القرميدات، وهي شركة «لوكهيد» بمدينة سانيفال في كاليفورنيا، ثم تصنع القرميدة الثالثة هناك وفق الطلب. كان الأمر يستغرق من الشخص الواحد ثلاثة أسابيع لتركيب أربع قرميدات، وكان الأمر يتطلب 31 ألف قرميدة لتغطية مكوك فضائي مداري واحد.

انتقل المكوك «كولومبيا»، وهو أول مكوك فضائي يتضمن هذه الحماية الحرارية، من مصنع التجميع في كاليفورنيا إلى كيب كانافيرال في مارس 1979، وانتقل مع المكوك ألفا موظف من شركة «روكويل» الدولية المصنعة له؛ كان عليهم تركيب ما يقرب من عشرة آلاف قرميدة لم يكن قد جرى تركيبها بعد، كما كان عليهم استبدال 7500 قرميدة أخرى تلفت أثناء النقل. ثم أطل أسلوب الإدارة الموجهة نحو النجاح برأسه مجددا، عندما أظهرت اختبارات أنفاق الرياح المتأخرة أن كثيرا من القرميدات ربما ينفصل أثناء رحلة الطيران. تطلب هذا الأمر إجراء استكشافيا حيث واصل بعض موظفي «روكويل» تثبيت القرميدات، بينما حاول آخرون اقتلاعها باستخدام مضخات تفريغ، وقد تطلب الأمر إزالة الكثير من القرميدات و«رفع كثافتها» - أي معالجتها بمزيد من السليكا لضمان التئامها بإحكام مع المادة اللاصقة - قبل التصديق على ملاءمتها وصلاحيتها للطيران.

مع تزايد التكاليف وطول فترات التأخير، وجدت ناسا نفسها تهمل جوانب أخرى مهمة في المشروع، لا سيما برنامج استكشاف الكواكب. قبل عقد مضى، كانت هذه الوكالة تأمل في إرسال رواد فضاء إلى المريخ، وبنت المركبة «فايكنج» الفضائية التي أجرت عمليات إنزال آلي؛ لكن، لم تكن الميزانية تتضمن تمويلا يكفي لأكثر من مركبتي «فايكنج» اثنتين فقط في عام 1976، على الرغم من أن البعثات الإضافية كانت ستصبح ذات أهمية كبرى بالنسبة إلى العلماء. في مختبر الدفع النفاث، كان ثمة اهتمام بالغ بمركبة «فينوس» المدارية التي كانت ستخترق سحب الكوكب بالرادار لرسم خرائط لسطحه غير المرئي. لم يحظ هذا المقترح بالدعم، ونظرا لنقص التمويل، لم ينطلق جهاز رسم الخرائط «فينوس» حتى عام 1989. كما أن ناسا لم ترسل مسبارا إلى المذنب هالي، على الرغم من أن ظهوره في عام 1986 كان يمثل فرصة لا تتأتى إلا مرة واحدة في العمر.

ثم كانت ثمة مركبة «جاليليو»، التي كان من المقرر لها متابعة «فوياجر» بالدوران حول المشتري بدلا من التحليق فقط مرورا بهذا الكوكب. حصل مختبر الدفع النفاث على الموافقة على هذا المشروع في عام 1977، وكان من الممكن إطلاق «جاليليو» على متن صاروخ طراز «تايتان 3»؛ لكن في العام نفسه، قررت ناسا عدم شراء مزيد من هذه الصواريخ. كان هذا جزءا من سياسة تخصيص كل جهودها ومواردها لبرنامج المكوك الفضائي، بيد أن الأمر بدا في البداية كما لو أن المكوك الفضائي سيصبح جاهزا خلال فترة طويلة. بعد عامين، أشار جون كاساني، مدير المشروع، آسفا إلى هذا الموضوع قائلا: «كان من المقرر في الأساس وفق الجدول الزمني الموضوع، أن ننطلق في محاولة الإطلاق السادسة والعشرين، ثم أجبرتنا التأجيلات المتواصلة في الجدول الزمني على الانطلاق في المحاولة السابعة. كنا نعتقد بالتأكيد أن لدينا متسعا كافيا من الوقت.» أثرت تأجيلات برنامج المكوك الفضائي على «جاليليو»، التي لم يكن يمكنها الانطلاق دونه، وارتفعت تكلفة «جاليليو» من 450 مليون دولار أمريكي إلى 850 مليون دولار أمريكي. في عام 1981 أمر مكتب الإدارة والموازنة بإلغاء البرنامج، وهو ما كان من شأنه أن يؤدي إلى وقف برنامج استكشاف الكواكب، بحيث لا تتبقى سوى مهمتين متمثلتين في التقاء «فوياجر 2» بالكوكبين أوروانس ونبتون. نجح مؤيدو رحلة «جاليليو» في إنقاذها، بيد أن الرحلة كانت وشيكة.

انطلقت الرحلة الأولى للمكوك الفضائي في أبريل 1981، بعد عشرين عاما من اليوم الذي صار فيه يوري جاجارين أول إنسان يصعد إلى الفضاء. حقق طيارا المكوك، جون يونج وروبرت كريبن، درجة مرتفعة جدا في الإدارة الموجهة نحو النجاح. كانت هذه هي عملية الإطلاق الفعلية الأولى التي يدار فيها المحرك الرئيسي للمكوك الفضائي، حيث لم يعمل قبل ذلك سوى على منصات الاختبار. لم تثبت أي رحلة مبدئية أن القرميدات ستظل في مواضعها، وإنما أثبتت أنها ستسقط. لم يكن أي رائد فضاء قد اعتلى من قبل متن صواريخ تعزيزية تعمل بالوقود الصلب؛ ومن ثم، كانت هذه البعثة مثالا للاختبار الشامل عند مستوى أعلى مما كان في «أبولو» نفسها، وهو ما أفضى إلى مهمتي «ساتورن 5» غير المأهولتين قبل إرسال طاقم رحلة. كان الشاعر الروماني هوراس قد كتب عن رجال من أمثال هؤلاء قائلا:

كان البلوط والنحاس القويان ثلاثيا الطيات

يحيطان لا محالة بقلب هذا الرجل الأول الذي كان جسورا بما يكفي

للإبحار في البحر الهائج على متن قارب هش.

استمرت الرحلة ليومين وسارت على نحو جيد عموما. كانت أبواب غرفة البضائع مفتوحة، ثم لم تغلق كما يجب، لكن لم يتسبب ذلك في أي مشكلات. انهار المرحاض المعدوم الجاذبية. انفصلت بعض القرميدات خلال عملية معاودة الولوج إلى الغلاف الجوي، بيد أن التصميم سمح بحدوث ذلك ولم يؤد انفصالها إلى إحداث ثقب في المركبة الفضائية. إجمالا، كانت البعثة ناجحة.

Неизвестная страница