Обратный отсчет: История космических путешествий
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Жанры
نموذجا المكوك الفضائي لعام 1970: مركبة الإطلاق ومعاودة الولوج المتكاملة من إنتاج شركة «لوكهيد»، المزودة بخزانات وقود، المكوك الفضائي القابل لإعادة الاستخدام بالكامل المكون من مرحلتين من إنتاج شركة «نورث أمريكان» (دان جوتييه).
كان النموذج مبهرا بما يكفي، لا سيما لمن هو مهندس في مجال الطيران والفضاء الجوي. في هذه المهنة، كان معروفا أن مجرد مضاعفة وزن طائرة موجودة يمثل طفرة هائلة؛ وهذا ما حدث مع «بوينج» عند الانتقال من 707 إلى 747، وقد مرت بمشكلات كبيرة للغاية في أثناء ذلك، وسجلت رقما قياسيا جديدا في مديونية الشركات من خلال الاستعانة بمصارفها لاقتراض 1,2 مليار دولار أمريكي. كانت «بوينج» قد عملت أيضا في مجال النقل الفائق الصوت، في طائرة بسرعة 3 ماخ، زنة 675 ألف رطل. اعتمدت «بوينج» على خبرتها في المشروعات العسكرية، بما في ذلك القاذفة «إكس بي-70»؛ لكن المشروع كان محفوفا بكثير من المخاطر، وبقبولها إياه، أصرت «بوينج» على أن تسهم الحكومة الفيدرالية بنسبة تسعين في المائة من تكلفة التطوير.
كان صاروخا مرحلتي المكوك الفضائي لا يزالان يشكلان خطرا أكبر. وعلى الرغم من أن المرحلة الأولى كانت أثقل بمقدار خمس وسبعين مرة عن «إكس-15»، كان من المقرر أن تبلغ سرعتها 11 ماخ، في حين كانت سرعة هذه الطائرة التجريبية قد بلغت 6,7 ماخ فقط. كانت المركبة المدارية ستنفذ بعثة «إكس-20» نفسها، التي لم تكن قد انطلقت قط، لكنها كانت ستصبح أثقل بمقدار خمس وسبعين مرة. لكن إذا سارت الأمور على ما يرام، كان المكوك الفضائي سيحلق مقابل 4,6 ملايين دولار أمريكي لكل رحلة، محققا تكلفة إطلاق منخفضة للغاية بواقع 70 دولارا أمريكيا لكل رطل . كذلك، كان السعر المعلن شيئا لا يذكر، وهو 9,92 مليارات دولار أمريكي مقابل التطوير.
في تلك الأثناء، كان من الملائم أن يوضع في الاعتبار أن ما كانت ناسا تحاول فعله ربما هو بناء مركبة إطلاق جديدة تكون بمنزلة تطوير للنماذج غير المأهولة الموجودة بالفعل، التي كانت قد تطورت ابتداء من «ثور» و«أطلس» و«تايتان»، والتي كان يجري إطلاقها كل أسبوع تقريبا. الأشخاص الذين وضعوا هذا الأمر في حسبانهم كانوا من مكتب الإدارة والموازنة، الذي كان يدقق في طلبات مثل طلبات ناسا قبل إرسالها إلى الرئيس لإدراجها في الميزانيات المقدمة إلى الكونجرس.
كان مكتب الإدارة والموازنة قد أشار على ناسا بتعزيز مبرراتها الاقتصادية لبناء المركبة الفضائية من خلال التعاقد مع اقتصاديين محترفين لإجراء تحليلات التكلفة والفائدة. أرسي العقد على شركة «ماثمتيكا» المتحدة في برنستون بولاية نيو جيرسي، وكان أوسكار مورجنسترن - رئيس مجلس إدارة الشركة - قد اشتهر بكونه أحد مساعدي جون فون نيومان، وكانت الأنباء الواردة من ماثمتيكا تدعو إلى القلق؛ فمن الناحية الظاهرية، أجمعت التوقعات على أن ناسا تستطيع حقا تحقيق أهدافها من خلال التصميم القابل لإعادة الاستخدام بالكامل المكون من مرحلتين. في حقيقة الأمر، كانت تقاريرهم بمنزلة تحذير قوي منها؛ كان من المؤكد تقريبا أن التحديات الفنية في المكوك الفضائي ستؤدي إلى تجاوز التكلفة بفارق كبير، وهو ما سيطمس الميزات المتوقعة.
جاء هذا موافقا لرأي مكتب الإدارة والموازنة القائل بأن ناسا لا تستطيع تحمل التكلفة. كانت ميزانية الوكالة ثابتة عند 3,3 مليارات دولار أمريكي سنويا، وكان مكتب الإدارة والموازنة يتوقع أن تستمر الميزانية عند هذا الحد، وأنها يجب أن تغطي كل أنشطة ناسا. كان المكوك الفضائي الذي يراود أحلام ناسا يتطلب ما يصل إلى ملياري دولار أمريكي عند ذروة التمويل، وكان مكتب الإدارة والموازنة يرغب في تخفيض ذلك إلى مليار دولار أمريكي، من خلال اقتطاع التكلفة الكلية للتطوير بمقدار النصف. كذلك، لم يكن مكتب الإدارة والموازنة منبهرا بالرأي القائل بأن المكوك الفضائي يمكنه التوفير في التكلفة بإطلاق عدد كبير جدا من الحمولات. نعت ويليام نيسكانن - رئيس قسم التقييم في مكتب الإدارة والموازنة - قائمة رغبات مسئولي ناسا بأنها «غير واقعية»؛ فهم «يبدءون برقم يجاوز المصداقية ثم يزيدون عليه».
رأى نيسكانن - في ضوء تحليل وارد من «ماثمتيكا» - أن الحل يكمن في مكوك أبسط يشبه مركبة الإطلاق ومعاودة الولوج المتكاملة لماكس هانتر، على أن يتضمن هذا المكوك صاروخ مرحلة أولى ربما يشتمل على صاروخي وقود صلب كبيرين موثقين به، مثلما في «تايتان 3». كان هذا المكوك الفضائي يتطلب تكلفة أكبر لتشغيله، ولم يكن سيصل إلى تكلفة 70 دولارا أمريكيا لكل رطل، بيد أن ذلك لم يكن مهما، في ظل الثقة المحدودة لمكتب الإدارة والموازنة في تلك التكلفة المتوقعة في المقام الأول. كان السبب في انجذاب مكتب الإدارة والموازنة إلى هذا الأسلوب هو تخفيضه لتكلفة التطوير المهمة تماما، وهو بند الميزانية المتجدد سنويا الذي كان يتطلب اعتمادات من الكونجرس. كان أسلوب ناسا يتضمن تحمل تكاليف هائلة مقدما في مقابل الأمل الواهي في تحقيق وفورات كبيرة بعد أن تقاعد الجميع. كان مكتب الإدارة والموازنة يريد تكاليف أقل في المدى القريب في مقابل تكاليف إطلاق أكبر نسبيا بعد خمسة عشر عاما، وكان في يده معظم الأوراق.
لم يرق الأمر لناسا، وفي البداية واصلت الضغط بقوة لصالح المكوك الفضائي القابل لإعادة الاستخدام بالكامل المكون من مرحلتين. قال كلاوس هايس، الذي أشرف على دراسات «ماثمتيكا»: «بادئ ذي بدء، كان ثمة الإغراء الذي لا يقاوم لاستخدام أكثر التصميمات والتقنيات الممكنة تطورا، ثم كان ثمة تحيز بيروقراطي متأصل لصالح المركبتين المأهولتين.» عندما أوصى هايس باستخدام التصميم الأبسط لناسا، «ظل بعض الأشخاص هناك يخبروننا بجدية لفترة طويلة بأننا لا يمكننا المضي قدما في هذا الطريق؛ لأن علينا أن نقدم تصميما لمركز مارشال للفضاء وآخر لمركز هيوستن للفضاء».
6
كان من المقرر أن يدير مركز مارشال تطوير صاروخ المرحلة الأولى لمسار العودة، وهو عبارة عن المركبة المجنحة الأكبر من «بوينج 747» التي كانت ستتفوق في أدائها على «إكس-15». إذا أفضى هذا الأمر إلى أي شيء بسيط مثل صواريخ الوقود الصلب المربوطة، فلن يكون لدى هذا المركز سوى القليل ليفعله.
Неизвестная страница