Обратный отсчет: История космических путешествий

Мухаммад Сад Тантави d. 1450 AH
150

Обратный отсчет: История космических путешествий

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Жанры

كانت لا تزال ثمة مهمة الالتحام بمركبة «أجينا» في مدار فضائي والصعود بها إلى مدار مرتفع. في مارس 1966، أجرى رائدا الفضاء نيل أرمسترونج وديفيد سكوت محاولة طيبة باستخدام مركبة «جيميني 8»، عندما لامست مقدمة مركبتهما موضع التحام، لكن قبل أن يشرعا في إجراء مناورات باستخدام المركبة الملتحمة، بدآ الدوران على نحو عشوائي لا يمكن السيطرة عليه. عندما فصل سكوت المركبتين، زاد الدوران إلى دورة كاملة في الثانية. حافظ رائدا الفضاء على ثبات رأسيهما، مدركين أنهما قد يصابان بحالة دوار شديد لا يستطيعان معها استعادة السيطرة. أرسل سكوت إشارة عبر اللاسلكي يقول فيها: «لدينا مشكلات خطيرة هنا؛ ننقلب رأسا على عقب، وقد انفصلنا عن أجينا.»

كان كلا الرجلين يعرف جيدا كيف يظل محتفظا برباطة جأشه؛ فقد سبق لسكوت، على أية حال، أن قاد مركبته «إف-104» بأمان إلى هبوط اضطراري عندما اختار رفيقه في المقعد الخلفي الضغط على زر المقعد القذفي. أما أرمسترونج، فقد اشتهر بالإنجاز الذي حققه من خلال مركبة «إكس-15»؛ حيث حلق بها على ارتفاع تجاوز 200 ألف قدم بسرعة اقتربت من 4000 ميل في الساعة. اتضح أن المشكلة في مركبة «جيميني 8» كانت تكمن في أن جهاز التحكم في الاتجاه كان عالقا، لكن لم يستغرق اكتشافها وقتا طويلا. قال أرمسترونج: «لم يعد متبقيا لدينا سوى نظام التحكم في معاودة الولوج إلى المجال الجوي.» من خلال فصل نظام التحكم الرئيسي في الاتجاه، واستخدام نظام التحكم في معاودة الولوج إلى المجال الجوي هذا كبديل، نجحا في الحفاظ على اتزان المركبة؛ لكن كانت قواعد البعثة صارمة؛ إذ كان أي استخدام سابق لأوانه لنظام التحكم في معاودة الولوج إلى المجال الجوي يعني إنهاء الرحلة على الفور. هبطا قرب أوكيناوا، وعندما سئل أرمسترونج عن حالته أثناء الأزمة، أجاب قائلا: «لست متأكدا إن كان يمكن وصفها بأنها حالة قلق.»

لم تتكرر هذه المشكلة في مركبة «جيميني 9»؛ لأن الصاروخ التعزيزي للصاروخ «أجينا-أطلس» خرج عن السيطرة وأدى إلى سقوطها في المحيط الأطلنطي. حلق توم ستافورد ويوجين سيرنان في مدار فضائي على أية حال، وأجرى سيرنان أول نشاط خارج المركبة الفضائية منذ سار إد وايت في الفضاء قبل عام. مثل جميع رواد الفضاء، كان سيرنان قويا ومفعما بالحيوية، بيد أن تنفيذ أنشطة خارج المركبة الفضائية تطلب جهودا كبيرة فاقت قدرته بكثير. قال ستافورد عبر جهاز اللاسلكي: «إنه يبذل جهدا يفوق ما توقعناه بأربع أو خمس مرات.» كان سيرنان يتنفس بصعوبة ويتصبب عرقا، فامتلأت بزته الفضائية برذاذ فوق ما تحتمل، وتضبب قناع خوذته بكثافة، حاجبا الرؤية عنه، وزادت حرارة بزته الفضائية بدرجة كبيرة. كان سيرنان يخطط لقضاء قرابة ثلاث ساعات خارج المركبة الفضائية، لكنه استكفى بعد مرور ساعتين؛ وصل معدل نبضه 180 دقة في الدقيقة، وعندما عاد إلى الداخل كان يلهث بإجهاد.

ماذا حدث؟ كان يجاهد بزته الفضائية مع كل حركة، مقاوما ضغطها الداخلي، وهو ما جعلها تقاوم الانحناء أو الانثناء. ولم يستطع أيضا أن يستقر بارتياح وسهولة؛ إذ كانت الحركات البسيطة تدفعه إلى الحركة في هذا الاتجاه أو ذاك، وهو ما كان يتطلب منه بذل مزيد من الجهد لمقاومة هذه الحركات. أدى ذلك إلى بعض المتاعب خلال رحلة إد وايت القصيرة ، بيد أن رحلة مدتها بضع ساعات كانت أمرا مختلفا تماما.

حدث الشيء نفسه تقريبا في مركبة «جيميني 11»، وهي مهمة التقاء أخرى. تقدم رائد الفضاء ريتشارد جوردون نحو «أجينا»، ممتطيا إياها مثل جواد، ثم نادى على زميله بيتي كونراد قائلا: «فلتعتل صهوتهم، يا راعي البقر!» لكن جوردون كان يشعر بالإجهاد بالفعل؛ فبينما هو يواصل سيره عبر الفضاء، زادت حرارة بزته الفضائية بنسبة خمسين في المائة أكثر مما كانت تحتمل. كان وجهه يتصبب عرقا وكان يشعر بلسعة في عينيه، وعاد إلى الداخل بعد أكثر من نصف ساعة بقليل.

أوضحت هذه التجارب أن ناسا أساءت تقييم مستوى صعوبة تنفيذ أنشطة خارج المركبة الفضائية، ودعت إلى انتهاج أسلوب جديد. طبق رائد الفضاء باز ألدرين، الذي اختير في بعثة «جيميني 12»، أسلوبا جديدا يتمثل في محاكاة الأنشطة التي تتم خارج المركبة الفضائية من خلال ارتداء بزة الضغط في خزان كبير من الماء؛ مما جعله يطفو كما لو كان في حالة انعدام الوزن. تعلم كيف يضبط خطواته، وعندما حلق في مدار فضائي في نوفمبر، وضعت قيود ومقابض يدوية في مركبته الفضائية سهلت له البقاء حيث كان يريد. استمرت أنشطته خارج المركبة الفضائية أكثر من ساعتين، وأكمل قائمة المهام الموكلة إليه دون أن تزداد درجة حرارته أو يشعر بالتعب.

نجحت عمليات الالتقاء على نحو كامل أيضا. في يوليو، التحم جون يونج ومايكل كولينز مع مركبتهما «أجينا» وحافظا على ثبات المركبة، ثم أدارا محركها لتوفير قوة دفع جعلتهما ينطلقان لمسافة 475 ميلا. قال يونج: «كان الأمر مشوقا حقا. عندما تنطلق هذه المركبة، فلا مراء في ذلك.» بعدها بثمانية أسابيع، أبلت «جيميني 11» بلاء أفضل كثيرا، حيث بلغت 850 ميلا.

عندما دار الصاروخ «أجينا» الملحق بها، أرسل بيتي كونراد بإشارة عبر جهاز اللاسلكي يقول فيها: «إنه يعمل، إنه يعمل حقا. هلموا نحتفل!» بعد قطع نصف المدار، ومع الاقتراب من ذروة الارتفاع، لم يستطع كونراد احتواء مشاعر الإثارة التي تملكته عندما تحدث إلى المراقبين في أستراليا: «إنه أمر رائع. لن تصدقوا ذلك، أرى الهند في النافذة اليسرى، وبورنيو أمامي مباشرة، وأراكم في النافذة اليمنى. العالم مستدير!»

كان رواد الفضاء في المدارات المنخفضة يقولون عادة إن الطيران في الفضاء لا يختلف كثيرا عن الطيران في طائرة نفاثة؛ لكن اتضح أن الأرض على الرغم من تقوسها وانحنائها لا تزال تملأ مجال الرؤية. ربما يحلق رائد فضاء بسرعة أكثر عشرين مرة من قائد طائرة نفاثة، لكنه سيكون أيضا على ارتفاع أعلى عشرين مرة؛ لذا سيمر العالم أسفله بنفس سرعته المعتادة. لكن، كان الأمر مختلفا بالنسبة إلى كونراد وجوردون؛ ففي ذروة الارتفاع، كانت رؤيتهما من أفق إلى أفق تمتد قرابة خمسة آلاف ميل.

لم يظهر تقوس الأرض فحسب، بل كانت مستديرة وشديدة التحديد كما لو أنها كرة شاطئ. ضمت صورة واحدة التقطت من ارتفاع 460 ميلا فوق النيل كلا من سيناء وإسرائيل والأردن. بالتحليق فوق المحيط الهندي، التقطت الكاميرا صورة أخرى تضم الهند بأكملها، من طرفها الجنوبي إلى سلسلة جبال الهيمالايا في أقصاها. وعند التحليق عاليا فوق أستراليا، التقطت صورة أخرى شملت في لقطة واحدة ثلث هذه القارة.

Неизвестная страница