Обратный отсчет: История космических путешествий

Мухаммад Сад Тантави d. 1450 AH
142

Обратный отсчет: История космических путешествий

عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء

Жанры

في مبادرة رابعة، خصصت ناسا لمشروع «أبولو» قاعدة مؤسسية ضمن مركز جديد للمركبات الفضائية المأهولة. كان أعضاء فريق برنامج «ميركوري»، الذين كان يطلق عليهم مجموعة العمل المعنية بشئون الفضاء، قد عملوا في إطار مركز لانجلي البحثي التابع لناسا قرب نورفولك بولاية فرجينيا. كان هذا المركز أقدم مركز من نوعه لوكالة ناسا، وكان يعود تاريخه إلى الأيام الأولى لعمل اللجنة الاستشارية الوطنية للملاحة الفضائية. لكن لم تكن مساحة المركز تسمح بإجراء توسعات، وذلك في الوقت الذي كانت مجموعة العمل المعنية بشئون الفضاء تمثل نواة يتوقع لها أن تنمو في حجمها وأنشطتها لتدير أنشطة «أبولو» بأكملها. كان الفريق يحتاج إلى مركز مستقل، وكان يفضل أن يكون مركزا كبيرا، وأبدت شركة «هامبل أويل» استعدادها للتبرع بقطعة أرض كبيرة في تكساس، على مسافة عشرين ميلا من هيوستن، وهو ما لم يكن يتوافق مع احتياجات ناسا فحسب، بل يتوافق أيضا مع وفد تكساس في واشنطن، الذي كان يتضمن نائب الرئيس جونسون ورئيس مجلس النواب سام رايبيرن. في سبتمبر 1961، أعلن مدير الوكالة الجديد، جيمس ويب، أنه سيبني في هذا المكان «مركز قيادة مركبات الفضاء المأهولة للهبوط على سطح القمر، وبعثات الرحلات الفضائية المأهولة التالية لذلك».

وسط هذا الزخم الهائل من الأنشطة، وجد فون براون نفسه في وضع غير معتاد يجبره على التراجع بخططه في ذات الوقت الذي صار فيه حلم الهبوط على سطح القمر سياسة وطنية. كان فون براون يتوقع أن ينجز هذه المهمة باستخدام صاروخ على غرار «نوفا» يشتمل على ثمانية محركات بقوة دفع مقدارها اثنا عشر مليون رطل. لكن استبعدت هذه الخطة؛ إذ لم يتسن تطوير الصاروخ «نوفا» خلال ذلك العقد، وهو ما كان كينيدي يصر عليه. تجلى هذا الأمر بوضوح مع اختيار مصنع ميشو في سبتمبر؛ إذ كان سقف المصنع منخفضا للغاية بما لا يتسع لصاروخ «نوفا» الضخم للمرحلة الأولى، حتى عند وضعه على جانبه.

لم يكن ثمة فهم واضح لكيفية سد الفجوة بين الصاروخ «ساتورن» الصغير للدرجة التي لا تسمح له بالقيام برحلة للهبوط على سطح القمر، والصاروخ «نوفا» بحجمه الكبير للغاية. في ناسا وفي مركز هانتسفيل، كان معدو التصميمات يتوقعون تطوير صاروخ متوسط الحجم، يحتوي صاروخ المرحلة الأولى فيه على أربعة محركات طراز «إف-1» بدلا من ثمانية. كان الهبوط على سطح القمر يستلزم صاروخين بهذه المواصفات، بحيث يحمل كل منهما نصف مركبة قمرية، بينما يجمع رواد الفضاء الجزأين معا في المدار الفضائي. لكن، على مدى النصف الثاني من عام 1961، كانت مسألة تصميم هذا الصاروخ التعزيزي محل نقاش واسع.

مع ذلك، كانت ثمة عناصر كبرى أخرى في البرنامج تحظى بالاهتمام، بما في ذلك المركبة الفضائية القمرية وصاروخ المرحلة الثانية في الصاروخ الرئيسي، «إس-2». تصدرت شركة «نورث أمريكان أفياشن» جهود تصميم الصاروخين. لم تستعن الشركة بخبرتها في بناء الصاروخ «نافاهو» لبناء قاعدة فنية قوية فحسب، بل انتزعت الصدارة في بناء القاذفات التابعة للقوات الجوية من شركة «بوينج». في عام 1957، كانت شركة «نورث أمريكان أفياشن» قد ظفرت بعقد بناء الطائرة «إكس بي-70»، وهي طائرة بسرعة 3 ماخ يمكن وصفها بأنها صاروخ «نافاهو» على متنه طاقم طيران. بالإضافة إلى ذلك، بنت الشركة الطائرة «إكس-15»، التي نال طياروها مرتبة رواد فضاء أكثر من مرة ببلوغهم ارتفاعات وصلت إلى سبعة وستين ميلا. كان السبب الرئيسي وراء تلك الإنجازات هو هاريسون «ستورمي» ستورمز، رئيس قسم الفضاء في الشركة.

نشأ ستورمز - شأنه شأن ويليام بولاي - في منطقة شيكاجو واتخذ المسار نفسه في معظمه؛ حيث تخرج في جامعة نورثوسترن، ثم انضم إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا و«ثيودور فون كارمان»، ثم إلى شركة «نورث أمريكان ». لكن، في حين صار بولاي معروفا بوصفه مديرا فنيا، صار ستورمز معروفا بوصفه مصمم طائرات. خلال الحرب العالمية الثانية، قدم ستورمز إسهاما حقيقيا من خلال إدارة عملية تركيب خزان وقود في جسم الطائرة «بي-51 موستانج»، وهو ما كان أكثر من مجرد مهمة هندسية روتينية؛ إذ تبين أنها كانت مفتاحا إلى النصر. استعاد سلاح لوفتفافا تفوقه الجوي على ألمانيا؛ لأن الطائرات المقاتلة التابعة للحلفاء لم يكن مداها يسمح بمرافقة القاذفات، لكن من خلال الخزانات الجديدة، استطاعت طائرات «بي-51» مرافقة القاذفات طوال الطريق إلى برلين. عندما رأى هيرمان جورينج أن القاذفات التي كانت تغير على مدينته تطير الآن في رفقة طائرات مقاتلة، أخبر معاونيه أن «الحرب انتهت».

مضى ستورمز في ترسيخ شهرته بتصميم سلسلة من الطائرات غير المسبوقة التي كانت تنافس طائرات كيلي جونسون من شركة «لوكهيد». تولى ستورمز تصميم ديناميكا الهواء للطائرة «بي-45»، وهي الطائرة النفاثة الأولى التي أنتجت أولا. تولى ستورمز المسئولية الكاملة عن تصميم الطائرة «إف-100»، وهي أول طائرة مقاتلة تكسر حاجز الصوت في مجال الطيران الأفقي المستوي. أظهر ستورمز قدرة مماثلة على القيادة في تصميم الطائرتين «إكس-15» و«إكس بي-70».

كانت سيرة ستورمز الذاتية تشير إلى اشتراكه الفعال في عدد من المشروعات بلغ إجماليها ثمانية وأربعين مشروع طيران ومركبة فضاء في مسار حياته المهنية، بدءا من الطائرة «إيه تي-6» التدريبية التي تعتمد على المكابس وحتى المكوك الفضائي، وهو ما يعني أنه كان سريع التعلم واستطاع أن يقدم إسهامات فعالة خلال العقود المثيرة التي شهدت تقدما سريعا؛ حيث توالت البرامج الجديدة الواحد تلو الآخر في تتابع سريع. بالإضافة إلى ذلك، كان طبعه يتلاءم مع هذه الفرص؛ قال الناس عنه: «بينما كان الآخرون يترددون، كان هاريسون ينطلق عاصفا ويغتنم الفرصة.» وكان يحيط نفسه بمجموعة منتقاة من المساعدين كانوا يطلقون على أنفسهم، بفخر، «قوات ستورم».

لم يكن تصميم صاروخ المرحلة الأولى من الصاروخ الرئيسي محسوما بعد، عندما أرسل فون براون إخطارات إلى مجموعات صناعة المركبات الفضائية والطائرات، داعيا إياها للتنافس في اقتراح تصميمات صاروخ المرحلة الثانية. كانت مرحلة مهمة للغاية، حيث كانت تتضمن دفع مكونات البعثة القمرية في مدار أرضي. كانت قوات ستورم شغوفة بإجراء محاولة للظفر بالعقد، لكن لم يكن لديهم سوى عشرة أسابيع لإعداد المقترح، الذي كان يتضمن ملء كومة من المستندات يصل ارتفاعها إلى قدمين.

يتذكر بيل إيزل من شركة «روكيت داين»، الذي شارك في المشروع، قائلا: «قضينا ليالي طوالا في ملء المستندات. كانت القهوة لنا بمنزلة الوقود الذي يحركنا. اجتمعنا جميعا في غرفة كبيرة؛ كان الأشخاص الذين لديهم مكاتب مستلقين على الأرض، يساعدون في الكتابة. كنا نبدأ في السابعة صباحا ونستمر حتى منتصف الليل.» كان المشاركون في المشروع يجرون العمليات الحسابية ويعدون التصميمات؛ إذ كانوا يكتبون مسودات على ورق مربع ومسطر ويرسلونها إلى كاتب على الآلة الكاتبة. يقول إيزل: «كانت ثمة فترات للكتابة، وفترات للمراجعة، وفترات لنقد عمل كل للآخر، ثم المزيد من أعمال الكتابة.»

1

Неизвестная страница