Обратный отсчет: История космических путешествий
عد تنازلي: تاريخ رحلات الفضاء
Жанры
كان درايدن، رئيس سيلفرستين، خبيرا معروفا في مجال ديناميكا الهواء، لكنه لم يكن لديه نفوذ كبير في واشنطن. عبر آيك عن التزامه بجعل وكالة ناسا قوية من خلال تخطي درايدن في اختيار مدير الوكالة. أفسح آيك المجال أمام درايدن لشغل ثاني أهم موقع في الوكالة، ونفذ توصية من جيمس كيليان في اختيار مدير الوكالة. كان المنصب من نصيب كيث جلينان، وهو عضو سابق في هيئة الطاقة الذرية. بدأت ناسا العمل رسميا في الأول من أكتوبر، وبدأ سيلفرستين ودرايدن وجلينان في البحث عن مشروعات جديدة ومؤسسات قائمة للتعاون معها.
كان المحرك «إف-1» من إنتاج شركة «روكيت داين» بمنزلة جائزة مبكرة حازت عليها الوكالة. كان عقد الشركة مع القوات الجوية يتضمن تقديم تمويل لمدة لا تزيد عن بضعة أشهر؛ حيث كان قد تقرر منذ البداية نقل هذا المشروع إلى إدارة ناسا. تقدم سيلفرستين بمقترح أفضل إلى القوات الجوية من خلال عرض تصميم محرك بقوة دفع 1,5 مليون رطل؛ مما جعل هذا المحرك الوحيد الذي يماثل في قدرته الصاروخ «ساتورن» الذي يتضمن ثمانية محركات. جرى العمل بالعقد في يناير 1959؛ حيث بدأت عملية تطوير واسعة النطاق.
كان المحرك «إف-1» بدوره يتضمن آفاقا جديدة تخدم مساعي فون براون لإنتاج صواريخ تعزيز عنقودية. اعتمد فون براون على هذا الأسلوب في مقالاته التي نشرت في مجلة «كوليرز» عام 1952، والتي اقترح فيها بناء صاروخ ضخم يتضمن واحدا وخمسين محركا في المرحلة الأولى، وتبلغ قوة دفعه الإجمالية ثمانية وعشرين مليون رطل. وبالنظر إلى إمكانية استخدام المحرك «إف-1» التي أصبحت مواتية آنذاك، استطاع فون براون التطلع إلى بناء الصاروخ «نوفا»، وهو صاروخ تعزيز ذو خواص مشابهة. كان من المقرر أن يحتوي الصاروخ «نوفا» على مجموعة من محركات «إف-1»؛ إذ كان من المقرر أن يحصل فون براون على قوة دفع تصل إلى ثمانية عشر مليون رطل إذا استخدم اثني عشر محركا. كما كان مقررا أن يصل ارتفاع الصاروخ إلى عدة مئات من الأقدام، بما يضاهي ارتفاع نصب واشنطن التذكاري، وكان الصاروخ سيحمل رواد فضاء يهبطون على سطح القمر.
تجددت هذه الرؤية في مارس 1959، عندما أجرت شركة «روكيت داين» عملية إطلاق تجريبية أولية للمحرك «إف-1» في نموذجه الذي كان يوفر قوة دفع مقدارها مليون رطل. لم يكن المحرك «إف-1» محركا صاروخيا حقيقيا، بل كان غرفة دفع، لا توجد بها مضخات توربينية ويجري تغذيتها من خلال خزانات الوقود الدفعي المضغوط في منصة الاختبار. كانت غرفة الدفع ذات جدار صلب سميك، ولم تكن تعمل إلا لمدة اثنين على عشرة من الثانية، وهو ما يكفي لضمان سلامة الإشعال واستقرار عملية الاحتراق. مع ذلك، ها هو محرك صاروخي يعقب الصاروخ «نوفا»، تزيد قوة دفعه عن قوة الدفع في الصاروخ «آر-7» الكامل الذي صممه كوروليف.
كانت ناسا في تلك الأثناء بصدد تقديم عرض بخصوص مجموعة صواريخ فون براون كذلك، بيد أن الجيش لم يوافق على طلب الوكالة، وهو ما أجبر جلينان على الانصياع إلى سيطرة مختبر الدفع النفاث. في ضوء توقعات الجيش للدور البارز المزمع لعبه في مجال الفضاء، كان الجيش يأمل في استغلال الثغرة في قرار وزير الدفاع ويلسون في عام 1956 إلى أقصى حد. كان ذلك القرار لا يزال قائما. وكانت هانتسفيل قد ظفرت بحق المضي قدما في تطوير الصاروخ «جوبيتر» الباليستي المتوسط المدى، لكن القوات الجوية كانت لا تزال تستأثر وحدها بمسئولية التشغيل الكاملة لجميع الصواريخ البعيدة المدى، وعندما صار الصاروخ «جوبيتر» جاهزا للاستخدام ، انتقلت سلطة تقرير هذا الأمر إلى القيادة الجوية الاستراتيجية؛ لكن، ربما كان سيظل «ساتورن» ملكا للجيش.
مع ذلك، كانت وكالة ناسا أوفر حظا عندما سعت إلى استعادة الصاروخ «سينتاور» من القوات الجوية. لم تظفر الوكالة بعقد تنفيذ المشروع وحدها؛ إذ ظلت القوات الجوية مشاركة في تنفيذه، لكن في منتصف عام 1959، انتقل تطوير الصاروخ «سينتاور» رسميا من هيئة المشروعات البحثية المتطورة إلى ناسا. في شركة «برات آند وتني»، دار محرك «سينتاور» بنجاح خلال عملية اختبار أولية أجريت في شهر أغسطس، كخطوة نحو تحقيق قوة دفع تقدر بنحو 15 ألف رطل، وهو ما كان مكملا لعمل جون سلوب في ناسا «لويس»، الذي حقق محركه - الذي تبلغ قوة دفعه 20 ألف رطل، والذي جرى اختباره أكثر من مرة خلال عام 1959 - معايير عالية وأظهر أداء متميزا.
لم يمض سوى عامين أو أقل في عصر الصواريخ حتى كانت البلاد تتطلع إلى إنتاج عائلة من صواريخ التعزيز تستطيع إطلاق أي شيء، بدءا من الأقمار الصناعية الصغيرة الحجم وحتى البعثات المأهولة إلى سطح القمر. كان الصاروخان «ثور-إيبل» و«ثور-أجينا» لا يزالان في الخدمة، وسرعان ما أصبح الصاروخ «أطلس-أجينا» متوافرا. وأعقب ذلك بعدة سنوات الصاروخ «أطلس-سينتاور»، الذي كان من المقرر أن يحمل أحمالا أثقل كثيرا. كذلك، نجح الصاروخ «ساتورن»، الذي جرى إنتاجه في منتصف الستينيات من القرن العشرين، في حمل أطقم كاملة من رواد الفضاء إلى مدار فضائي، وربما إلى محطة فضائية، بينما كان الصاروخ «نوفا» يعد بالانطلاق إلى القمر. وبينما كانت جهود التطوير الكاملة لعائلة الصواريخ هذه تتطلب ما يقرب من عقد من الزمان على أقل تقدير، كان الوقت ملائما تماما لوضع الأهداف التي كانت تتجاوز أهداف مشروع «ميركوري».
في ربيع عام 1959، شكل جلينان لجنة برئاسة هنري جويت - الذي صار لاحقا رئيس مركز جودارد الجديد - وأسند إلى هذه اللجنة مهمة اقتراح برنامج طموح للرحلات الفضائية المأهولة خلال فترة الستينيات من القرن العشرين. اقترح ألفرد إجرز، أحد أعضاء اللجنة، أن هدف ناسا المقبل يجب أن يكون إرسال بعثة فضائية تدور حول القمر ثم تعود إلى الأرض، ويكون على متن هذه البعثة رائدا فضاء. حذر أحد الزملاء من «وضع أهداف متواضعة للغاية». حض ماكس فاجت الذي شارك في برنامج «ميركوري»، وجورج لو - أحد أقرب معاوني سيلفرستين - ناسا على مراعاة ألا يقل هدفها عن إرسال بعثة فضائية مأهولة للهبوط على سطح القمر، على أن يكون ذلك خطوة مبدئية نحو السفر إلى كوكب المريخ. في أواخر شهر يونيو، صدقت اللجنة بحماس على هذا الهدف، وعلى حد تعبير جويت: «كان أحد الأسباب الرئيسية وراء اختيار هذا الهدف أنه كان يمثل هدفا نهائيا حقا، وله مبرراته الخاصة، ولم يكن في حاجة إلى دعم على أساس أنه يؤدي إلى هدف أكثر نفعا لاحقا.»
لم يكن في مقدور أحد تقديم هذا التعهد إلا رئيس الوكالة؛ إذ كان جل ما يركز عليه جلينان آنذاك هو عمليات التخطيط البعيدة المدى، ولا شيء أكثر من ذلك. في صيف ذلك العام، بدت الفجوة بين الخطط الموضوعة والواقع الفعلي في طريقها إلى الاتساع؛ إذ واجه الصاروخ «ساتورن» تهديدا وشيكا بإلغاء برنامجه. وعلى أية حال، كان برنامج «ساتورن» أحد مشروعات الجيش، وكان ثمة تساؤل حقيقي حول استطاعة الصاروخ تلبية حاجة عسكرية قائمة. حاول الجنرال مداريس تقديم المساعدة، مصرحا لإحدى لجان مجلس النواب: «أعتقد أن الجيش الأمريكي عليه أن يضع خططا طويلة المدى لنقل فرق قتالية صغيرة عن طريق الصواريخ. أعتقد أيضا أن نقل البضائع عن طريق الصواريخ مسألة ذات جدوى اقتصادية.»
كان ثمة كثيرون ممن كانوا لا يؤمنون بذلك، وفيهم هربرت يورك، الذي كان كبير العلماء في هيئة المشروعات البحثية المتطورة، والذي شغل أعلى منصب في البنتاجون في مجال البحث والتطوير في أوائل عام 1959. كان الجنرال مداريس يسعى إلى الحصول على زيادة هائلة في الميزانية المخصصة لصاروخ «ساتورن»، بيد أن يورك أجابه قائلا: «لا شيء في الجيش، حتى بعد سنوات عديدة من المحاولات الصعبة، يشير إلى أي حاجة حقيقية لإرسال بشر إلى الفضاء.» في شهر يونيو، أعرب يورك عن عدم موافقته على توفير تمويل جديد لمشروع «ساتورن»، وأبلغ روي جونسون في هيئة المشروعات البحثية المتطورة بذلك. في رسالة تالية إلى جونسون، كتب يورك قائلا: «قررت أن ألغي برنامج «ساتورن» نظرا لعدم وجود أي تبرير عسكري مقبول للاستمرار فيه.» لم يجد جونسون سببا للاعتراض.
Неизвестная страница