48

Гениальность Халида

عبقرية خالد

Жанры

ويعزز ذلك أنها لقيت في رحلتها عملاء فارس جميعا من أبناء البوادي العراقية والنجدية، وأنها عملت حيث كان الأكاسرة حريصين على تجديد نفوذهم القديم ...

قال ابن الكلبي: «كانت عير

1

كسرى تبذرق - أي تحرس - من المدائن حتى تدفع إلى النعمان بن المنذر بالحيرة، والنعمان يبذرقها بخفراء من بني ربيعة حتى تدفع إلى هوذة بن علي الحنفي باليمامة، فيبذرقها حتى يخرجها من أرض بني حنيفة، وتجعل لهم جعالة، فتسير بها إلى أن تبلغ اليمن.»

وعلى هذا، تكون مهمة سجاح قد وضحت على هذه الصورة التي لا لغز فيها ولا تناقض بين أجزائها.

ويكون بنو تميم وبنو حنيفة وغيرهم قد عاملوها المعاملة الواجبة لمن يعتز بصولة الأكاسرة ويخلف المناذرة في وقت واحد.

فقد هدمت وقعة ذي قار، التي مر ذكرها بأول هذا الكتاب، هيبة الأكاسرة في الجزيرة العربية.

وساء ظن الأكاسرة بالمناذرة - ملوك الحيرة - الذين كانوا صنائع فارس وكانت فارس تعول عليهم في إخضاع البادية القريبة والبعيدة، فنكلوا بهم وعصفوا بدولتهم قبيل ذلك بقليل، فأرسل الأكاسرة أميرة تغلبية؛ لتخلف المناذرة في هذه المهمة القديمة.

وكان اختيارها من بني تغلب أدنى شيء إلى المعقول والمنظور؛ لأنهم أعداء بني بكر الذين تصدوا لحرب الفرس وهزموهم في وقعة ذي قار.

ثم كان تردد بني تميم وبني حنيفة في معاملتها أدنى شيء كذلك إلى المعقول والمنظور؛ لأنهم أصدقاء المناذرة من زمن قديم، فلا هم راضون بهوانهم ولا هم قادرون على إغضاب فارس ... وغاية ما في وسعهم، أن يصرفوا سجاح راضية ويقنعوها بأن الثورة على الإسلام حاصلة، ويكون عملهم جميعا معقولا على هذا التفسير حيث يعوزه الفهم والوضوح على كل تفسير سواه.

Неизвестная страница