Гениальность Имама Али
عبقرية الإمام علي
Жанры
وأراد المسير إلى الشام ليلقى بها جيش معاوية ...
فتصدى له الأشعث بن قيس مرة أخرى، كما تصدى له في كل فرصة سانحة للغلبة، وقال له على مسمع من الناس: «يا أمير المؤمنين ... نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا، فارجع بنا إلى مقرنا لنستعد بأحسن عدتنا، ولعل أمير المؤمنين يزيد في عدتنا عدة من هلك منا، فإنه أوفى لنا على عدونا.» •••
وتسلل الجند من معسكرهم، ولاذ من لاذ بالمدن القريبة منهم، وأيقن علي أن القوم مارقون من يده، ولا طاعة له عليهم إذا دعاهم بعدها لقتال ...
أما معاوية فقد علا نجمه بين قومه، وأعانه طلاب المنافع عامدين، وأعانه الخوارج غير عامدين، فحاربوا عليا ولم يحاربوه، وطلبوا التوبة من علي ولم يطلبوها منه، واستمر هو في إنفاذ البعوث والسرايا إلى كل موضع آنس منه غرة وظن بزعمائه موجدة أو سآمة، فلم تنقض سنتان حتى كانت معه مصر والمدينة ومكة، وبقي علي في أرباض الكوفة يائسا منعزلا عن الناس، يتمنى الموت كما قال في بعض خطبه، ويوجس شرا من أقرب المقربين إليه، وانتهى بقبول المهادنة بينه وبين معاوية على أن تكون له العراق ولمعاوية الشام، ويكفا السيف عن هذه الأمة، فلا نزاع ولا قتال ... •••
وبقيت في كنانة الأقدار مصادفة من هذه المصادفات التي يخيل إليك وأنت تتعقبها، أنها تجمعت منذ الأبد ليبوء علي بنقائض الموقف كله، ويظفر خصومه بتوفيقات الموقف كله ... فشاءت هذه المصادفة الأخيرة أن يتفق ثلاثة على قتل ثلاثة، فيذهب هو وحده ضحية هذه المكيدة العاجلة، ويفلت زميلاه فيها: معاوية، وعمرو بن العاص.
اجتمع عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله وعمرو بن بكر التميمي، وهم من غلاة الخوارج الموتورين، فتذاكروا القتلى من رفاقهم وتذاكروا القتلى من المسلمين عامة، وألقوا وزر هذه الدماء كلها على ثلاثة من الكفار - أو أئمة الضلالة في رأيهم - وهم: علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص.
فقال ابن ملجم: «أنا أكفيكم علي بن أبي طالب.»
وقال البرك: «أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.»
وقال عمرو بن بكر: «أنا أكفيكم عمرو بن العاص.»
وإن ضغينة الثأر لحافز أي حافز ...
Неизвестная страница