Гениальность Имама Али
عبقرية الإمام علي
Жанры
وتوسط علي بين الخليفة والثوار، فاستمهلهم الخليفة ثلاثة أيام يرد فيها المظالم، ويعزل العمال المكروهين.
فانتظر الثوار هذه الأيام الثلاثة تلبية لنصيحة علي ... ومنهم من يسيء الظن، ويرى أن الخليفة إنما يستمهلهم في انتظار المدد الذي طلبه من الأمصار ...
وانقضت الأيام الثلاثة على غير جدوى ...
وتفاقمت الفتنة، وأحاط الثائرون ببيت عثمان ... لا يقنعون في هذه الكرة إلا أن يعتزل، أو يسلمهم مروان بن الحكم، أو يعزلوه عنوة.
وجاء في رواية «شداد بن أوس» أن عليا - رضي الله عنه - خرج من منزله يومئذ معتما بعمامة رسول الله متقلدا سيفه، أمامه الحسن وعبد الله بن عمر في نفر من المهاجرين والأنصار، حتى حملوا على الناس وفرقوهم، ثم دخلوا على الخليفة فسلم عليه علي ... وقال بعد تمهيد وجيز: «... لا أرى القوم إلا قاتليك، فمرنا لنقاتل.» فقال الخليفة: «أنشد الله رجلا رأى لله حقا، وأقر أن لي عليه حقا، أن يهريق في سببي ملء محجمة من دم أو يهريق دمه في.» فأعاد علي القول، فأعاد عليه هذا الجواب ... ثم خرج من عنده إلى المسجد، وحضرت الصلاة فنادوه: «يا أبا الحسن ... تقدم فصل بالناس.» فقال: «لا أصلي بكم والإمام محصور، ولكني أصلي وحدي.» ثم صلى وحده وانصرف إلى منزله، وترك ابنيه مع أبناء زمرة من الصحابة في حراسة دار الخليفة؛ ليعلم الثوار أنهم معتدون على كل ذي خطر في الإسلام إن وصلوا إلى الخليفة باعتداء ... عساهم إن علموا ذلك أن يتهيبوا المركب، فلا ينزعوا بالشر غاية منزعه.
إلا أن الثوار علموا أنهم مأخوذون بالانتظار مغلوبون بالمطاولة، فتسوروا الدار وولغوا في دم طهور لو هان على صاحبه أن تسفك الدماء في سبيله لعز عليهم أن يسفكوه. •••
وللإفاضة في مقتل عثمان وعبرة هذا المقتل، مكان غير هذا المكان، وكتاب غير هذا الكتاب ...
فإنما نحن في صدد الموقف الذي وقفه علي من هذه الجريمة، وما ينم عليه هذا الموقف من خلقه ورأيه وسريرته وجهره ... وإنما يعنينا هنا أن نسأل: أكان عليه وزر في هذه الجريمة؟ ... أكان في مقدوره عمل صالح يعمله لإنقاذ عثمان من هذا المصير؟ ...
ونحن لا نسأل هذا السؤال لنرجع في جوابه إلى جدل المجادلين، وأقاصيص المادحين والقادحين ... فقد سال في الخلاف على هذا السؤال دم غزير ومداد كثير، وليس علينا نحن أن نزيد قطرة أو قطرات على هذا البحر المسجور الذي لا ري فيه.
ليس علينا هذا؛ لأننا نستطيع أن نعبره إلى حقيقة ماثلة لمن يشاء أن يراها، وفيها الغنى - ولو بعض الغنى - عن الإسهاب في السؤال والجواب ...
Неизвестная страница