فتطاول الأمير عبد الله عند ذلك وقال: «أظنك تعني كتاب الأمالي للقالي؟»
وتناوله من جانبه، وقدمه إليه ليراه.
فأخذه سعيد وفتح أول صفحة منه، فوجد عليها علامة الحكم فقال: «هذا لمولاي ولي العهد. وقد علمت أن الإمام أبا إسماعيل القالي ألفه، وفي الحق أن مولانا الحكم يبذل الأموال في اقتناء الكتب ويرغب أهلها في التأليف.»
فأحس الأمير عبد الله بغيرة من هذا الإطراء وقال: «هل هذا هو الكتاب الذي أشرت إليه الآن؟»
قال سعيد: «كلا يا سيدي.»
قال الأمير عبد الله: «وأي كتاب تعني إذن؟»
فتظاهر سعيد بالتردد، وقال: «كتاب آخر أهم من هذا، وربما زاد على خمسة أضعافه.»
قال الأمير عبد الله: «وما اسمه؟ أو ما اسم مؤلفه؟»
فنظر سعيد إلى الفقيه ابن عبد البر، كأنه يوسطه في أن يعفيه الأمير عبد الله من ذكر اسم الكتاب، ولم يكن الفقيه يعلم بشيء من ذلك، فظهرت الدهشة على وجهه، فسئم الأمير عبد الله الانتظار، فقال: «ما بالك يا صاحب؟ لعلك ندمت على ما صرحت به؟!»
فأظهر سعيد التلطف والاستعطاف، وقال: «نعم، ندمت، وكان ينبغي لي أن أحفظ ما اؤتمنت عليه سرا، ولكن سبقني لساني.»
Неизвестная страница