قالت عابدة: «سأفعل ذلك جهد طاقتي.»
قال سعيد: «غنيه مما حفظته من كتاب الأغاني.»
قالت عابدة: «حسنا، سأفعل.»
قال سعيد: «هل عرفت أحدا من أهل هذا القصر؟»
فأجفلت لعلمها أن ذلك القصر ليس فيه أحد غير الجواري والسراري، وهي تغار من مجرد سماع ذلك من حبيبها، ولكنها لم تستطع السكوت عن الجواب فقالت: «عرفت بعض نسائه.»
قال سعيد: «من منهن عرفت؟»
قالت عابدة: «أنت تريد أن أحدثك عن الزهراء، زينة هذه القصور كلها!» قالت ذلك وهي تنظر إليه، وعيناها تبرقان وتراقب ما يبدو منه.
فأظهر سعيد عدم الاكتراث بما ظهر منها وقال: «الزهراء؟ قد بلغني أنها ربة هذه القصور لشدة تعلق الخليفة بها. هل هي تستحق هذا الإكرام يا ترى؟»
قالت عابدة: «أما أنا فلا أراها بالعين التي يراها بها الناصر، ولعلي أظلمها إذا قلت إنها لا تمتاز عن كثيرات من نساء هذه القصور.»
فقال سعيد: «لا شك أن حب الخليفة لها يرفع مقامها، فأرجو أن تنالي من الخليفة الليلة ما يجعلك في منزلة أعلى من منزلتها.»
Неизвестная страница