Насер и египетская левая сила
عبد الناصر واليسار المصري
Жанры
ومن المؤكد أن هذا الطرح للمهام التي تواجه البلاد لم يزل حتى الآن صحيحا كل الصحة، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الدكتور في مقاله قد أضاف مهمة ثالثة هي حماية الفكر الاشتراكي من محاولات التشوية، فسوف نرى أنه - في عام 1970م - استطاع أن يحدد بموضوعية ثلاثة أنواع من المهام النضالية الرئيسية: (1)
نضال على الجبهة الأيديولوجية (حماية الفكر الاشتراكي إلخ). (2)
نضال على الجبهة الاقتصادية (مواصلة التنمية). (3)
نضال على الجبهة السياسية (التعبئة لدحر العدوان).
ونحن إذ نهنئه بصدق - على هذه الرؤية السليمة (في ذلك الوقت) نضيف أنه إنما توصل إليها - فقط - عندما طرح مشكلات «ما بعد عبد الناصر» في الإطار العام والأساسي، إطار التناقض الرئيسي بين الحركة الوطنية (من أجل التحرر والتنمية المستقلة) وبين الإمبريالية والصهيونية والرجعية أعداء التحرر والتنمية المستقلة.
نقول هذا، ولا نخفي أنا نختلف اختلافات كبيرة وصغيرة مع كثير من الحيثيات والقضايا التي أوردها د. زكريا في مقالة الذي عرضنا هنا أفكاره الرئيسية، من ذلك مثلا خلافنا معه حول واقعة أنه عندما رحل عبد الناصر كانت الأسس الأولى للاشتراكية قد أرسيت. نعم لقد كان مكسبا كبيرا أن يعلن نظام وطني ثوري عن تبنيه لشعار إقامة مجتمع اشتراكي، لكننا لا نوافق الدكتور على أن الأسس الأولى للاشتراكية كان قد تم إرساؤها غداة رحيل عبد الناصر عام 1970م. فمن الناحية النظرية كان الميثاق خليطا من اليوتوبيا والبرنامج الاستراتيجي، ومن الناحية العملية فإن ما أنجزته ثورة يوليو كان بالأساس إنجازات ديموقراطية (الإصلاح الزراعي مثلا) وبعضها كبير وجذري (المثال هنا: القطاع العام) وفي نفس الوقت فإن هذه الإنجازات كان يمكن - في ظل توافر شروط معينة - أن تكون أدوات حقيقية للتحول نحو الاشتراكية (ولنلاحظ أن عبد الناصر أوضح أكثر من مرة أننا لا زلنا - في مصر - بعيدين عن المجتمع الاشتراكي).
على أية حال فإن اختلافنا مع الدكتور لا يقلل من صحة النتائج التي انتهى إليها في تحديد مهام المرحلة بعد وفاة عبد الناصر، وهذا يدل على أن القوى الوطنية والتقدمية تستطيع أن تتفق على الأهداف والمهام إذا أخذت بعين الاعتبار حركة التناقض الرئيسي بين الطبقات الوطنية والشعبية، وبين الإمبريالية والرجعية. ولا يغير من صحة هذه الحقيقة أن هذه القوى الوطنية والتقدمية يمكن أن تتباين تحليلاتها، وتختلف حيثياتها وفقا لتاريخها وانتمائها الاجتماعي والفكري ... إلخ.
إلا أنه من المؤسف أن يأتي الدكتور (في عام 1975م) ليناقش قضيتين من أخطر القضايا! هما: التجربة الناصرية واليسار المصري بمعزل عن المعركة المحتدمة مع الاستعمار الجديد، ومع الصهيونية والرجعية؛ لهذا كان من الطبيعي أن يطرح الدكتور مهام هي من طبيعة مختلفة غير تلك التي طرحها في عام 1970م، وفي مقدمتها: (1)
إدانة التجربة الناصرية. (2)
إدانة اليسار المصري بزعم أنه يدافع عن هذه التجربة «دفاعا مطلقا».
Неизвестная страница