Насер и египетская левая сила
عبد الناصر واليسار المصري
Жанры
وأخيرا، فإنني أستعير منهج تبرئة الذات من شبهة المصلحة وهو المنهج الذي استهل به د. زكريا دراسته. لقد بنى براءته على أساس أنه لم يمسه أو يمس عائلته إجراء اجتماعي مثل الإصلاح الزراعي أو غيره. بينما تبرئة الذات من شبهة المصلحة في حالتي أنني قد مسني في ظل عبد الناصر أذى كبير ... في ظله قضيت أحد عشر عاما في السجن، وقضت زوجتي خمسة أعوام، وقضى ابنى في السجن نصف عام، وخلال هذا مات أبي وأمي دون أن تتاح لي فرصة إلقاء نظرة وداع عليهما. وفي ظله قضيت عاما بلا عمل، وبالطبع فإنني لا أتناول ألوان التعذيب، تلك ليست القضية أما مكاني النيابي فجاء نتيجة معركة سياسية ونضالية، لها قصة لعلها أن تكون قد ترامت إلى مسامع د. فؤاد زكريا في حينها.
الوطنية جوهر الناصرية ولهذا وقف معها اليسار
بقلم أديب ديمتري
الخطأ الذي وقع فيه د. فؤاد زكريا حين فتح للمناقشة قضية موقف اليسار من عبد الناصر ... خطأ منهجي في الأساس ... ذلك في تقديري مصدر الخلاف الكبير بينه وبين اليسار في تقييم حكم عبد الناصر ... فليسمح لنا أستاذ الفلسفة الذي نعتز به، أن نرسي أولا قواعد المنهج والمبادئ ذلك أدعى للاتفاق أو الاختلاف «على نور» ... فقليل من الفلسفة قد يصلح المعدة، والرأس أيضا ويحمينا على الأقل من التخبط في متاهات السياسة.
ولنتفق قبل كل شيء على القضية: هل هي محاكمة عبد الناصر كفرد وزعيم بكل أمجاده أو أخطائه، وتقييم تجربة الحكم الناصري، ما لها وما عليها، في الإطار المحدود الذي وقعت فيه - إطار الزمان والمكان؟ أم هي قضية الناصرية كظاهرة تاريخية وتيار وفلسفة؟
فظاهرة الناصرية يعرفها وطننا العربي في العديد من زعاماته وأحزابه ونظمه الوطنية والتقدمية ... وقد يكون نظام عبد الناصر أسبقها وشخصيته أبعدها أثرا ودلالة ... ولكنه لا ينفرد وحده بصفاته وسمات نظامه الأساسية، وكذلك العديد من بلدان العالم الثالث، كما تمثلت في نظم سوكارنو ونكروما وسيهانوك قبل انقلاب لول نول وغيرهم وغيرهم، مع اختلاف في الشخصيات والظروف وموازين القوى الداخلية في بلدانهم.
فهي إذن ظاهرة تتكرر في زماننا وتتعدد بأشكال وصور مختلفة. وهي تخص بلدان العالم الثالث برغم ما بينها من اختلافات ... وعندما تتكرر الظاهرة فلا بد أن يكون لها قانونها - كما لا يخفى على أستاذ الفلسفة - ولها تفسيرها الموضوعي الذي لا يستمد في الأساس من شخصية الزعيم الفرد أو أخلاقياته أو نواياه - وهذا لا يعني في شيء إسقاط شخصية الزعيم أو أساليبه وتصرفاته - بل وضعها في إطارها الصحيح، وفي سياقها التاريخي.
نحن بإزاء ظاهرة تاريخية لا زالت أبعادها وآثارها تنكشف منذ الخمسينيات، ويتطلب تقييمها مناهج التحليل التاريخي والاجتماعي ومعايير الموضوعية التي تتخطى أساليب التحليل النفسي وأخطاء الأفراد والأحكام الأخلاقية على الزعامات ونظم الحكم. والخطأ الذي يقع فيه د. فؤاد زكريا منهجي في المحل الأول حينما يبني تقييمه للنظام الناصري انطلاقا من شخصية الزعيم ونواياه وأساليبه وأخلاقياته وحدها ... كما يبني حكمه على التجربة في إطار زماني ومكاني ضيق ومحدود، ولا تتسع رؤيته لتشمل الزعيم ونظامه في إطار الحركة العالمية المعاصرة؛ حركة الثورة والثورة المضادة في زماننا.
النظم الوطنية في الميزان
جوهر الخطأ الناصري في رأي د. فؤاد زكريا يتركز في أسلوب تطبيق الاشتراكية، فقد أقام عبد الناصر اشتراكية سمحت لغير العمال والفلاحين بامتصاص معظم ثمارها ، وتركت مال الشعب تنهبه الطفيلية والتسيب ... وكان نجاح السياسة الخارجية على حساب الأوضاع الداخلية للشعب، وكان القمع سمة بارزة للحكم.
Неизвестная страница