فرفعت إلي عينها وسألتني: «هل كذبوا؟»
قلت: «ليتني أستطيع أن أرميهم بذاك.»
قالت: «إذن لماذا تقول هذا الكلام الفارغ؟»
قلت: «سامحك الله يا فتاتي وغفر لك ...»
قالت: «أربع وعشرون ساعة ...؟ هل تضحك علي؟»
قلت: «لا تغلطي يا فتاتي ... هو نصف ساعة فقط ... ولا مطمع لبنت حواء معي في أطول منه.»
فقرصت ذراعي فصرخت وقلت: «ثم أنساها ولو أدمى القرص جلدي.»
فضحكت وقالت: «إنك عنيد.»
وقد أعياني أن أخرجها من خصوصها على العموم، وأن أفهمها أن عجزي عن الحب ليس معناه أنها هي في عيني غير أهل له، أو أني أرى في جمالها نقصا يصرفني عنه ويزهدني فيه، وعبثا حاولت أن أصحح لها هذا الخطأ وأن أبين أن كون امرأة معينة جميلة ليس من مقتضياته أن أكون أنا مكلفا أن أحبها إذا رأيتها أو جالستها، وأن الحب كالزكام يصاب به المرء من حيث لا يحتسب، وأنه لو خير لاختار النجاة، وأن الذنب ليس لي إذا لم أعشق، كما أن السليم لا يلام إذا لم يزكم.
وتعبت من الكلام، فقلت: «ألا نجلس ونشرب من هذا الماء البارد ونطفئ به وقدة هذا الحوار!»
Неизвестная страница