فنظر إليها أسعد ثم قال: «نعم يا أبي.»
وفي هذه اللحظة خطر لجليلة خاطر بمثل سرعة البرق، ففتحت الباب وهي تقول: «هذا أنت ... أوه ما هذا الذي بيدك ... رسالة أسعد إلي؟ أشكرك ... لقد خفت أن تكون قد وقعت في يد أختي، فتتبعني إلى هنا.»
فنظر الرجل إلى الرسالة التي في يده، ثم رفع عينيه إلى ابنه، وتنفس الصعداء، ثم التفت إلى جليلة وسألها: «أهي رسالة منه إليك؟»
فقالت: «بالطبع، ولمن تكون غيري؟ إن أختي لا تحبه، فهو لا يجيء إلى بيتك، ولهذا طلب مني أن أجيء أنا إليه، ولما رأيت أن أختي جاءت اختبأت، لأن أسعد أشار علي بذلك ووعد أن يتخلص منها بسرعة فإنها تعترض جدا على أن أتصل بأسعد.»
وهنا تناول أسعد يد جليلة وقال: «إذا كان لا مانع عندك يا أبي من زواجنا، فأرجو أن تقنع زوجتك بالموافقة.»
فقال الرجل: «إن اعتراضها لا يمكن أن يكون إلا سخيفا، تعالي يا إحسان، لماذا لم تحدثيني بكل ذلك من قبل؟ كان يجب أن تشاوريني؛ فإن جليلة كبنتي ولها علي حقوق. على كل حال حصل خير ... تعالي نخرج ... ولندعهما ...» •••
وسأل أسعد: «أظنك لم تري رسالتي إلا بعد أن خرجت أختك؟»
فقالت جليلة: «صحيح، وقد مزقت كتابها إلى أبيك، ولكنها لا تعرف ذلك فستظل قلقة لا تدري هل عرف زوجها أنها همت بهجره أو لم يعرف.»
فقال أسعد: «إن هذا القلق أقل ما تستحق، هاتي قبلة، ولنخرج إلى السينما ...»
ونزع الخاتم من أصبعه ووضعه في أصبعها.
Неизвестная страница