(قال الفقيه) رحمه الله: روى وكيع عن ثور عن محفوظ عن علقمة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في الشمس فقال تحول إلى الظل فإنه مبارك)) وعن أبي هريرة قال: حرف الظل مجلس الشيطان: يعني بين الظل والشمس. وعن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كتبتم الكتاب فتربوه فإنه أسرع للحاجة وأنجح للطلب والبركة في التراب)) وعن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الحاجة ربط في يده خيطا ويقال لذلك الخيط الرتيمة. وعن الحسن قال: أهدي لعلي يوم النيروز هدية فقال ما هذا؟ قيل له هذا يوم يقال له النيروز، فقال علي: ليت كل يوم نيروز وعن أبي نجيح عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا فسأل عنه، فقال رجل: أنا أعرف وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((ليست تلك بمعرفة)) يعني ما لم تعرف اسمه لا يكون معرفة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أغلقوا الباب وأوكئوا السقاء وأطفئوا السراج فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم)) يعني أن الفأرة تجر الفتيلة. وعن نافع عن ابن عمر ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى العيد خرج ماشيا، وإذا انقلب انقلب في طريق غير هذا الطريق وركب، ويقدم الأكل في الفطر ويؤخره في الأضحى)) وعن عطاء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اطلبوا الخير عند حسان الوجوه)) وعن يحيى بن أبي كثير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب إلى عماله: ((أن لا تبردوا إلا إلى رجل حسن الوجه حسن الجسم حسن الصوت)) ويروى ((حسن الاسم)) وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما بعث الله رسولا إلا كان حسن الوجه حسن الاسم حسن الصوت)) وعن ابن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((إذا نهيت المسكين ثلاثا فلم ينته فلا بأس أن تزجره وتثرثره)) أي تعيره وتضربه. وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه رأى مصحفا صغيرا في يد رجل فقال: من كتبه؟ فقال: أنا، فضربه بالدرة وقال: عظموا القرآن. وعن إبراهيم النخعي قال: يكره أن يكتب المصحف في الشيء الصغير. وعن عمرو بن عبادة قال: بت ليلة في المسجد وليس معي شيء فاستيقظت فإذا في ثوبي صرة فيها أربعون درهما أو نحوها، فأتيت عطاء فاستفتيته فقال: إن الذي صرها في ثوبك لم يصرها إلا وهو يريد أن يجعلها لك، فإن كان لك بها حاجة فاقض حاجتك وإن كنت غنيا عنها فأعطها محتاجا. وعن ابن سيرين قال: كنا مع أبي قتادة على سطح فانقض نجم فأتبعناه أبصارنا فنهانا وقال: لا تتبعوا أبصاركم فإنا كنا قد نهينا عن ذلك. وعن وكيع بن ذؤيب قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالزهر وضعه على فيه. وعن الحسن أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: ((إذا سل أحدكم سيفا فلا يناوله حتى يغمده، فرأى قوما يفعلون هذا فقال ألم أنه عن هذا؟ فمن فعل فعليه لعنة الله)) وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذبائح الجن، وذبائح الجن أن تذبح في الدار الجديدة بالطيرة أو العين تستخرج منها. وروي عن علي رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((أنه نهى أن يقال مسيجد أو مصيحف بالتصغير)). وروى الشعبي عن أبي جحيفة عن علي رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب يقول غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمر إلى الجنة)).
الباب السادس والمائة: في المرأة إذا كان لها زوجان في الدنيا
(قال الفقيه) رحمه الله: اختلف الناس في المرأة إذا كان لها زوجان في الدنيا لأيهما تكون في الآخرة؟ قال بعضهم: تكون لآخرهما، وقال بعضهم: تخير فتختار أيهما شاءت. وقد جاء في الأثر ما يؤيد قول كلا الفريقين: أما من قال هي لآخرهما فقد ذهب إلى ما روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب أم الدرداء فأبت وقالت: سمعت أبا الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المرأة لآخر زوجيها في الآخرة، وقال إن أردت أن تكوني زوجتي في الآخرة فلا تتزوجي بعدي)) وأما من قال بأنها تخير فذهب إلى ما روي عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ((أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله المرأة منا ربما يكون لها زوجان لأيهما تكون في الآخرة؟ قال: تخير فتختار أحسنهما خلقا معها ثم قال صلى الله عليه وسلم ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة)).
Страница 382