المطلب السادس: عقيدته، ومذهبه الفقهي
صرح من سبقني في تحقيق أجزاء من تفسير الإمام الحَوفي، بأن الإمام الحَوفي من أهل السنة والجماعة، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى معرفة مذهب فقهي له، قال الأندونيسي: ولكني بعون الله توصلت إلى أنه مالكي المذهب بل إنه متعصب (١) لمذهب مالك-﵀ فقد أكثر النقل من المدونة الكبرى، والدليل على ذلك أنه يقول:
قال الإمام مالك في المسافر يؤم: أرى أن يعيدوا جميعا وحكى ابن القاسم عنه أنه قال: يعيد ما كان في الوقت فإذا زال الوقت فلا إعادة عليه (٢) إلى غير ذلك من المسائل الموجودة في التحقيق (٣) قلت: ومما دفعني لمعرفة مذهبه الفقهي من مصادر أخرى، لأن سورة يوسف-عليه السالام- لم يتناول المصنف-رحمه الله تعالى- فيها بحثًا واحدًا في المسائل الفقهية من عبادات، ومعاملات، ليُعرف من خلالها مذهبه الفقهي.
_________
(١) ألزم الحاكم بأمر الله الفقهاء ببث مذهب مالك. الذهبي، دول الإسلام، مرجع سابق، ١/ ٢٤٥. وقوله متعصب لم يتبين لي مما نقله عنه.
(٢) الأندونيسي، أزمان إسماعيل أحمد، دراسة وتحقيق الجزء الثامن من كتاب البرهان للإمام الحوفي (القاهرة: جامعة الأزهر، كلية اللغة العربية. إشراف أ. د./ صبحي عبد الحميد محمد عبد الكريم أستاذ اللغويات بالكلية، رسالة دكتوراه ١٤١٢ هـ-١٩٩١ م)، ينظر" قسم التحقيق" ص ١٩٦.الإمام مالك، مرجع سابق، ١/ ٢٢٢. الإندونيسي، مرجع سابق، ينظر " قسم التحقيق" ص ١٩٧، ١٩٨.
(٣) الإندونيسي، المرجع السابق.
1 / 47