فأما القول بأنه غير ممكن أن يحكم على شىء واحد بالإيجاب والسلب معا؛ فإنه ليس يأخذها ولا برهان واحد، اللهم إلا أن تدعو الحاجة إلى أن يتبين أن النتيجة هذه حالها. وقد يتبين عندما يقتصون أن الأول قد يصدق على الأوسط بالإيجاب؛ وأما بالسلب فلا يصدق. وأما الأوسط فلا فرق فى أمره أن يؤخذ أنه موجود أو غير موجود؛ وكذلك الثالث أيضا. وذلك أنه إن سلم أن ما يصدق عليه القول بأنه إنسان قد يصدق عليه القول بأنه حيوان، وإن كان قد يصدق أيضا القول بذلك على ماهو الإنسان، إلا أن الإنسان هو حيوان، وليس هو لا حيوان، فيكون القول إذن صادقا فى قالياس، وإن كان فى لاقالياس على مثال واحد أنه حيوان وليس هو لا حيوان. والسبب فى هذا هوأن الأول ليس إنما يقال على الأوسط فقط، لكن على أشياء أخر، من قبل أنه قد يقال على أشياء كثيرة. فإذن ولا فرق فى أمر النتيجة إن كان الأوسط موجودا هو وليس هو.
Страница 343