Строители Ислама: Мухаммед и его преемники
بناة الإسلام: محمد وخلفاؤه
Жанры
ذكرت في تلك الآونة كيف أن عليا شغل بأمر دفن الرسول
صلى الله عليه وسلم
عن حضور مؤتمر سقيفة بني سعد الذي اجتمع فيه المهاجرون والأنصار، وقد كان مطمئنا إلى مبايعة المسلمين له بالخلافة؛ لأنه ابن عم الرسول، وأنه لا يمكن أن تخرج الخلافة عن بيته وآله، ولكن لما علم بما تمت عليه البيعة وتولية أبي بكر أبى أولا أن يبايعه، وقال: «أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، فلقد أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم بالقرابة من النبي، وتأخذونها من أهل البيت غصبا؟ ألم تزعموا للأنصار أنكم أولى بالخلافة منهم؛ لأن محمدا كان منكم؟ فأعطوكم المقادة، وسلموا إليكم الإمارة، وإني لأحتج بمثل ما احتججتم به على الأنصار، فنحن أولى برسول الله حيا وميتا، فأنصفونا إن كنتم مؤمنين.»
ولكن عليا عاد فبايع أبا بكر خشية الفتنة، ومنعا لتمادي أهل الردة في عنادهم وعنتهم.
ولما توفي أبو بكر كان قد أوصى بخلافة عمر، فلم يعترض علي، ولكن لما قتل عمر بعد أن أوصى باختيار الخليفة من الصحابة الأجلاء الستة الذين كان الرسول
صلى الله عليه وسلم
راضيا عنهم، وفيهم علي، تغلبت كفة الرجحان لعثمان، فأسرها علي في نفسه، وكان عثمان يعرف أن عليا غير راض عن بيعته، حتى لقد ذكر صاحب الإمامة والسياسة أن عثمان خرج من المسجد فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس، فقال عثمان: والله يا أبا الحسن، والله ما أدري أأشتهي موتك أم أشتهي حياتك؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك؛ لأني لا أجد منك خلفا، وإن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذ منك سلما وعضدا، ويعدك كهفا وملجأ، لا يمنعني منه إلا مكانه منك، ومكانك منه (ولعله يريد محمد بن أبي بكر)، فأنت مني كالابن العاق من أبيه، فإن مات فجعه، وإن عاش عقه. فإما سلم فنسالم، وإما حرب فنحارب، فلا تجعلني بين السماء والأرض، فإنك والله إن قتلتني لا تجد مني خلفا، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا، ولن يلي هذا الأمر فتنة.
فقال علي: إن فيما تكلمت به لجوابا، ولكني مشغول بوجعي، فأنا أقول كما قال العبد الصالح:
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون .
ومر بخاطري كيف أن المسلمين خشوا انتشار الفتنة بعد قتل عثمان، فسارعوا إلى مبايعة علي، غير أن بعض زعمائهم أبى المبايعة. على أنه لم تمض خمسة أيام على مقتل عثمان حتى انتهى المسلمون من مبايعة علي إلا أهل الشام الذين بايعوا معاوية.
Неизвестная страница