قلت: فإذا(1) عرفت هذا فاعلم أن جميع هؤلاء الاثني عشر -عليهم السلام- أخذوا أصول أديانهم وشرائعهم عن آبائهم، وآبائهم أخذوا ذلك عن آبائهم عن أمير المؤمنين علي -كرم الله وجهه في الجنة آمين- وهو -عليه السلام- أخذ ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- أخذ ذلك عن جبريل عن رب العالمين، وتلك(2) ثلاثة أصول أثبتت عليها عقائدهم وأديانهم، ثم أبلغوها هم إلى من بعدهم من ذراريهم الطاهرين وإلى من رغب إلى طرائقهم من سائر المسلمين، ولم يزل ينقلها عدولهم عنهم إلى من بعدهم، ومن بعدهم إلى من بعدهم، ثم كذلك إلى أن بلغت إلينا، وكذلك يستقر بها المتأخر عنهم من كتب حكايات أقوال السابقين عنهم والحكايات[84-ب] عن أفعالهم حتى أكملوها وأصلوها في الكتب التي تحكى في عصرنا مسائلها، وعلى كل قضية من أيها دليلها إما من دلائل العقل(3)، وإما من دلائل الشرع حسبما يأتي -إن شاء الله تعالى- بيانها على وفق صفاتها وحكاياتها؛ وإنما قدمنا ذكرها هاهنا مجملا مع إتيانها -إن شاء الله- مفصلا؛ لأنها الأساس الذي يبنى عليه، والعمود الذي يتكأ إليه، ولأن الشيء إذا ذكر أولا مجملا، ثم يؤتى به من بعد مفصلا(4) يكون أوقع في النفوس خصوصا إذا صفت وأنصفت.
Страница 7