قال المنصور بالله -عليه السلام- آخر الكراس الرابع من أول الجزء الأول من (الشافي) (1) بعد أن أكمل ما أراده من رواية حديث الغدير ما لفظه: ((اعلم أن لفظ مولاي في اللغة تنقسم إلى عشرة أوجه(2):
أوله(3): الأولى وهو الأصل والعماد الذي ترجع إليه المعاني في سائر الأقسام.
ثم اعلم أن أهل اللغة ومصنفي العربية قد نصوا [42أ-أ] على أن لفظ مولى يفيد الأولى وفسروا ذلك في كتبهم من كتاب الله تعالى ومن أشعار العرب، فأما الكتاب العزيز فإن أبا عبيدة(4) [معمر] بن المثنى وهو مقدم في [علم](5) العربية غير مطعون عليه في معرفتها قد ذكر في كتابه المتضمن تفسير غريب القرآن المعروف (بالمجاز) في سورة الحديد في تفسير قوله تعالى: {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية[45-ب]ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}[الحديد:15]} يريد -جل اسمه- هي أولى بكم على ما جاء في التفسير؛ واستشهد بقول اللبيد(6):
قعدت كلا الفرخين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها وأمامها
ومعناه أنه أولى بالمخافة يريد أن هذه الظبية تحيرت فلم تدر أخلفها أولى [بالمخافة](7) أم أمامها، ويقول الأخطل في عبد الملك بن مروان:
فما وجدت فيها قريش لأمرها .... أعف وأولى من أبيك وأمجدا
وأورى بزنديه ولو كان غيره .... غداة اختلاف الناس ألد وأصلدا
Страница 140