القول في الشام
قال: سميت الشام شاما لأنها شأمة للكعبة، وقالوا: سميت لشامات بها حمر وسود، وقال ابن الأعرابي: إذا جزت جبلي طيء- يقال لأحدهما سلمى وللآخر أجأ- فقد أشأمت حتى تجوز غزة ودمشق وفلسطين والأردن وقنسرين من عمل العراق. وقالوا: الشام من الكوفة إلى الرملة، ومن بالس إلى أيلة. وقال عبد الله بن عمرو: قسم الخير عشرة أجزاء فجعل منها تسعة أعشار في الشام، وجزء في سائر الأرضين. وقال وهب الذماري: إن الله جل وعز أوحى إلى الشام أني باركتك وقدستك، وجعلت فيك مقامي، وإليك محشر خلقي، فاتسعي لهم كما يتسع الرحم، إن وضع فيه اثنان وسعهما، وإن وضع ثلاثة وسعهم، وعيني عليك من أول السنين إلى آخر الدهر، من عدم فيك المال لم يعدم فيك الخبز والزيت.
وروى جبير بن نفير الحضرمي قال: شكت الشام إلى ربها فقالت: يا رب فضلت الأرضين علي بالجبال والأنهار وتركتني كظهر الحمار، فأوحى الله عز وجل إليها أن المسكين يشبع فيك، وعيني عليك ويدي إليك، وفي خبر آخر قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): الشام صفوة الله من بلاده، وإليه يجتبي صفوته من عباده، يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة الله من الأرض الشام.
وقال الحجاج لابن القرية: أخبرني عن مكران. قال: ماؤها وشل، وتمرها دقل، وسهلها جبل، ولصها بطل، إن كثر بها الجيش جاعوا، وإن قلوا ضاعوا.
قال: فأخبرني عن خراسان. قال: ماؤها جامد، وعدوها جاهد، وبأسهم شديد، وشرهم عنيد. قال: فأخبرني عن اليمن. قال: أرض العرب وأهل بيوتات
Страница 143